Site icon IMLebanon

مصادر رؤساء الحكومة السابقين: الدور الفرنسي اساسي في تسمية ميقاتي

 

بنود بيان الاحد مهمة من خلال مواصفات وقواعد ومنطلقات تشكيل الحكومة

 

بعد قرابة 11شهرا على ادارة البلد بأقل من الحد الادنى من قبل حكومة تصريف اعمال، كلف الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة على امل النجاح في مهمته بعد فشل كل من الرئيس مصطفى اديب والرئيس سعد الحريري بهذه المهمة، فهل يكون الرئيس الثالث ثابتاً ويستطيع التأليف في مرحلة استثنائية من تاريخ لبنان؟ مع العلم ان لدى الرئيس المكلف تجربتين سابقتين في رئاسة الحكومة،الاولى في العام 2005 والثانية في العام 2011، وهو المعروف عنه حنكته السياسية من خلال تدوير الزوايا وتحاشيه للاصطدامات السياسية، فهل سيكون هناك تسهيل لهذه المهمة الصعبة في هذه المرحلة ام ستكون هناك عودة الى المربع الاول؟ ولكن ما كان لافتا هو ما اعلنه ميقاتي على اثر تكليفه عندما تحدث عن ضمانات خارجية تدعم حكومته العتيدة، وهذا الامر بدا واضحا من خلال البيانين اللذين صدرا عن كل من الخارجية الفرنسية والاتحاد الاوروبي فور تكليف ميقاتي.

 

مصادر نادي رؤساء الحكومة تشرح لـ«اللواء» سيناريو ترشيح ميقاتي خصوصا ان الرئيس سعد الحريري كان قد اعلن في حديثه المتلفز بعد ساعات من تقديم اعتذاره انه لن يسمي اي رئيس للحكومة،  المصادر تكشف ان الدور الذي لعبته فرنسا لا سيما بالنسبة الى تشجيع ترشيح الرئيس ميقاتي هو الذي دفع الرئيس الحريري إلى تسمية الرئيس ميقاتي خصوصا ان الاول فشل في التأليف رغم تضامن رؤساء الحكومة السابقين التام والكامل  معه، وتذكر المصادر بالبيانات التي كانت تصدر عنهم وكان اخرها البيان العالي اللهجة حين اعلنوا ان اجتماعاتهم ستبقى مفتوحة، وتشير المصادر الى ان الرئيس تمام سلام اعلن مرارا وتكرارا رفضه التام لترؤس حكومة في المرحلة الراهنة، وبعد اعلان الحريري اعتذاره وتأكد الجانب الفرنسي ان هناك استحالة لامكانية نجاح الاخير في عملية التأليف فلم يكن لديهم سوى خيار تشجيع الرئيس ميقاتي، لذلك اعتبر الرؤساء الحريري وسلام والسنيورة ان تكليفه سيكون الفرصة الاخيرة في هذه الظروف، من هنا جاء اجتماعهم عشية استشارات بعبدا الاحد الماضي في «بيت الوسط» لدعمه، وتعتبر المصادر ان البيان الذي صدر على اثر هذا الاجتماع ورغم ان لهجته كانت ملطفة بعض الشيء لكنه كان بيانا حازما من خلال التأكيد على ان ترشيح الرئيس ميقاتي هو الفرصة الاخيرة، واعتبرت المصادر ان جزءاً من البيان يعتبر بمثابة رد على رئيس الجمهورية وذلك من خلال مواصفات وقواعد ومنطلقات تشكيل الحكومة والتي فُندت فيه، واكدت المصادر انه عند قراءة بنود بيان الاحد الماضي يلاحظ انها ليست بالسهلة ولا تقل عن الشروط التي كان وضعها الحريري في محاولته تشكيل الحكومة، وتلفت الى انه لاول مرة يتم استعمال مثل هكذا صياغة لاسيما بالنسبة الى الاشارة للمادة 95 من الدستور، وهذا الامر يعتبر خطوة جديدة.

 

فشل التأليف في حال حصل سيقع على عاتق عون وباسيل

 

وتشدد المصادر على ان الجميع اصبح على يقين بانه اذا لم يتم تشكيل حكومة بسرعة، فالبلد ذاهب الى مزيد من الانهيار والتدهور، مشيرة الى ان  الامور لا يمكن ان تستمر كما هي، والعبرة في التأليف حيث انه في حال تمت عرقلة مهمة الرئيس المكلف سيكون الامر خطيرا جدا وستقع المسؤولية على عاتق الرئيس ميشال عون ورئيس تيار الوطني الحر جبران باسيل، وعندها فليتحملا مسؤولية ذلك امام العالم وامام الشعب اللبناني، وتمنت المصادر ان يتم تسهيل مهمة ميقاتي رغم ان لا ضمانات لديه من قبل باسيل.

 

وكشفت المصادر انه اضافة الى الغطاء الفرنسي الاساسي لميقاتي فهو يتمتع ايضا بغطاء عربي لا سيما من قبل مصر.

 

وعما اذا كانت المملكة العربية السعودية داعمة لتكليف ميقاتي تؤكد المصادر انه من المؤكد ان موقف المملكة لن يكون معارضا لتكليفه، وتردف المصادر قائلة: «لجميع اليوم بانتظار عملية التاليف وتظهير صورة الحكومة الجديدة التي تعتبر ولادتها الفرصة الاخيرة امام البلد وسيكون الحديث الاوروبي والدولي والمحلي مختلفاً اذا عُرقل التأليف مجددا، وسينفضح المعطل والتعاطي سيكون مختلفاً هذه المرة.

 

وجزمت المصادر بان الوقت غير مفتوح لدى الرئيس ميقاتي في موضوع التأليف وهو يرغب بتشكيل حكومته في اقرب وقت، وختمت بالتأكيد بان الرئيس  الحريري لم يكن لديه مخرج سوى بدعم الرئيس ميقاتي  حيث لم يكن هناك مرشح جدي اخر غيره بعد جوجلة للاسماء من قبل الرؤساء لعدد كبير من الشخصيات لا سيما ان كلام السفير نواف سلام كان واضحا وهو بمثابة اعتذار وعدم رغبة في التكليف خصوصا انه طالب بصلاحيات استثنائية وهذا امر غير سهل.

 

هم جنبلاط الاول والاخير وقف الانهيار

 

اما قراءة الحزب التقدمي الاشتراكي للمرحلة المقبلة فتشير الى ان من ايجابيات تشكيل حكومة الحد من الانهيار اليومي خصوصا اذا شكلت على اساس برنامج اصلاحي انقاذي حقيقي، واعتبرت ان تسمية ميقاتي هي تطبيق لبعض الخطوات المطلوبة تجاه المجتمعين العربية والدولي والمؤسسات الدولية وتجاه الشعب اللبناني على المستوى الداخلي، لا سيما وجود حكومة حتى ولو عملت بالحد الادنى المتاح لها افضل من الفراغ، ودعت المصادر الجميع لتحمل مسؤولية تسهيل ولادة الحكومة والسير بالتسوية التي يدعمها الحزب خصوصا ان الوضع لا يتحمل المزيد من المزايدات الشعبوية تحت عنوان اجراء الانتخابات النيابية، وتؤكد ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ليس لديه اي حسابات ربح او خسارة في الانتخابات، بل همه الاول والاخير هو وقف الانهيار الذي يحصل لذلك هناك مسؤولية تقع على الجميع لانقاذ ما يمكن انقاذه.

 

وتشير المصادر الى ضرورة ازالة الشروط التي كانت موضوعة سابقا لتسهيل عملية التاليف امام الرئيس ميقاتي الذي يضع مهلة محددة لمهمته وخلال هذه الفترة سيتحدد امام الداخل والخارج من هو المسؤول عن التعطيل.