في حضور السفيرة الاميركية، التي رعت بلادها رسميا مهزلة الانتخابات النيابية الاخيرة، ادلى النواب اللبنانيون بدلوهم تحت قبة البرلمان، في جلسة تاريخية، ادارها المعلم النبيه «الحاضر الناضر» لتانيب تلاميذه، فيما شريكه، عينه على رفع الدعم من جهة، وخائفا منه من جهة اخرى راميا الكرة في ملعب المجلس النيابي، بعد تمريرة باسيلية ، تلقفها الثنائي في اكثر من محطة، ليمسي اللبنانيون على نتيجة ما عادت خافية على احد، كم الملفات الخلافية بات كبيرا ومتشابكا ومترابطا، من الترسيم الى صندوق النقد، الى الكهرباء، وما الى كل ذلك من سياسات مالية واقتصادية.
ففي وقت يخوض رئيس الحكومة «بطلوع الروح» معارك تمرير اتفاقه الاولي مع صندوق النقد الدولي، وان بالمفرق، يخوض في المقابل المعارضون معركة هجومية رأس حربتها حزب الله، الذي يبدو انه قرر الدخول الى تفاصيل الملفات المعيشية وزواريبها، يوم قرر استقدام المازوت والبنزين من ايران.
ولان ملف الكهرباء احد ابرز مواضيع المبارزة المستخدمة في بازار المساومات، في ظل رفض الطبقة الحاكمة التنازل عن مغانمها، ومع تحوله الى بند اساسي في اي خطة تعاف دولية، وشرطا اساسيا لاي مساعدة ، لما يولده غيابها من ازمات وعدم استقرار في الشارع، خصوصا مع دخول الاميركيين على الخط وممارستهم لعبة ابتزاز يديرون «دينة جرتها» كما يحلو لهم ، تارة عبر ربط استقدام الغاز من مصر والكهرباء من الاردن بمسألة الترسيم، وطورا اشتراط الاتفاق مع صندوق النقد للمباشرة في التنفيذ، وفي المرتين بحجة قانون قيصر، قررت حارة حريك المبادرة وفقا لمصادر متابعة لهذا الملف.
وتكشف المصادر ان الاجواء التي توافرت في بيروت تؤكد ان الاميركيين ليسوا حاليا في طور تسهيل الاتفاق الموقع مع مصر الاردن وسوريا ، لسبب اساسي، بعيد عن السياسة المباشرة ومرتيط بلعبة «مين قبل البيضة او الدجاجة»، اذ ان البنك الدولي الممول الاساس لا يتوقف عن «الطلبات الاضافية»، وواشنطن من جهتها لا تحبذ تقديم اي مساعدة في هذا المجال، الا في اطار خطة واضحة لحل مستدام لازمة الطاقة.
من هنا والكلام للمصادر، قرر امين عام حزب الله الهجوم ، وحشر الدولة في «بيت اليك» مفجرا قنبلة العرض الايراني بتقديم الفيول اللازم مجانا من قبل الجمهورية الايرانية، خصوصا ان التجربة العراقية لم تكن ناجحة. اشارة الى ان لا عروض جدية لا صينية ولا روسية على هذا الصعيد، وان الطرح الغربي المقابل للطرح الايراني يتمثل في مشروع الرئيس ميقاتي وشركة سيمنز.
في كل الاحوال كيف ستتصرف الدولة اللبنانية، بعد عرض السيد واقتراح الحكيم»؟ اوساط وزارية معنية اشارت الى ان الدولة اللبنانية سترحب شكلا بالمساعدة ، الا انها لن تقدم على اي خطوات باعتبار ان الفيول المعروض غير مطابق للمواصفات، التي قررت وزارة الطاقة نشرها على موقعها الالكتروني من باب الترحيب بالشركات الايرانية الراغبة، معتبرة ان حزب الله لا يريد الدخول الى هذا الملف الا من باب الدولة الرسمي ، وليس عبر اعتماد حل مماثل لما اعتمد في مسالة المازوت، خاتمة بان لا قدرة حاليا للدولة اللبنانية على فتح مواجهة مع الاميركيين على هذا المستوى لما لذلك من انعكاسات سلبية على المديين القصير والمتوسط.
عليه هل لعبتها الضاحية صح ؟ فنرى «السفيرة شيا في بعبدا لتعلن الموافقة الاميركية النهائية على الضمانات المطلوبة، كما حصل تماما يوم اعلن «السيد» عن استقدام بواخر المازوت من طهران.
من يعش ير والمسالة لن تاخذ الكثير من الوقت قبل ان تتضح معالم مسارها.