Site icon IMLebanon

وظيفة طاولة بعبدا  تقارب ومصالحة

الغارقون في يوميات السياسة وفي تفاصيلها، تفاجئهم أحياناً خبطات أو تطورات لا تعكس للوهلة الأولى حقيقة ما تضمر… إعتاد اللبنانيون على هذه الأنواع من الأدوات أو الأساليب، فكم من طاولة جرى تنظيمها من خارج مجلس الوزراء ومن خارج مجلس النواب، فكانت طاولات إما لملء الوقت الضائع وإما لدعم مقررات اتُخِذت وإما لإصابة عصفورين بحجرٍ واحد.

بهذا المعنى، ما هو المغزى من طاولة الخميس في بعبدا؟

الورقة التي تم توزيعها لا تتعدى المواضيع فيها العشرة، فهي تتضمَّن:

انشاء مجلس الشيوخ، اللامركزية الإدارية، تفعيل عمل المؤسسات ولا سيما مجلس النواب والحكومة، سلسلة الرتب والرواتب، تمويل الموازنة ومراسيم النفط.

في قراءة متأنية لهذه البنود، يجد المراقب أنَّها بنود تقع على عاتق مجلسي النواب والوزراء، فماذا يعني أن تُنقَل إلى طاولة بعبدا؟

وماذا يمكن أن تحقق هذه الطاولة ما لم تحققه السلطتان التشريعية والتنفيذية، يكفي أن يوعز رئيس كل كتلة إلى وزرائه أن يُفعِّلوا عملهم، وإلى نوابهم أن يُفعِّلوا جهودهم التشريعية، ليتمَّ تفعيل العملين التشريعي والتنفيذي من دون الحاجة إلى طاولة هنا أو هناك.

الأمر عينه ينطبق على البنود الأخرى، فماذا عن سلسلة الرتب والرواتب؟

وماذا عن تمويل الموازنة؟

أكثر من عشرة أعوام والبحث جارٍ عن تمويل السلسلة وعن تمويل الموازنة، وما لم يتحقق في عشرة أعوام كيف سيتمُّ إنجازه في ساعات معدودة على طاولة بعبدا؟

إذاً هناك شيء آخر من وراء طاولة الخميس… إنه التقارب الذي سعى إليه أكثر من طرف فاعل للتقريب بين رئيس الجمهورية ورئيس تيار المردة. منذ بداية العهد بذلت محاولات كثيرة لكي يزور الوزير فرنجيه بعبدا، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وأكثر من ذلك كان الود مفقوداً بين بعبدا وبنشعي، على رغم كل محاولات التقريب التي قامت بها أكثر من جهة فاعلة.

قبل إنجاز قانون الإنتخابات، كانت هناك استحالة أن تُعقد الطاولة في بعبدا لئلا يُقال إنَّها قفزٌ فوق مجلسي الوزراء والنواب. اليوم ما كان صعباً أصبح ممكناً.

إذاً، اللقاء سيتمُّ بين الرئيس عون والوزير فرنجيه، الأنظار ستتركَّز على معرفة ما إذا كان اللقاء سيتحوَّل إلى ثنائي أو أنَّه سيقتصر على أن يكون عادياً.

إذا تحوَّل إلى ثنائي يكون اللقاء قد حقق أهدافه، أما إذا استمر عادياً فهذا يعني أنَّ اللقاء يحتاج إلى متابعة.

لكن أبعد من اللقاء، فإنَّ البنود التي ستحضر على طاولة قصر بعبدا ليست كلها التي يهتم لها اللبنانيون.

مَن ينزل إلى الأرض ويتابع أوضاع الناس، يجد أنَّ ملفات اللقاء هي نذرٌ يسيرٌ مما يوجِع اللبنانيين.

إذا كانت هناك من طاولة أخرى، وَسِّعوا ملفات البحث.