Site icon IMLebanon

«المستقبل»: ما بعد التهدئة مع الاشتراكي ليس ما قبله

 

شهدت عطلة نهاية الاسبوع الماضي حماوة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا على «تويتر» من خلال التغريدات المنتقضة التي بدأها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بإتجاه  الحزب التقدمي الاشتراكي وزادت تدخلات بعض الاطراف الامور حدة، وبعد تطور التغريدات وتحولها الى سجالات قاسية بين الطرفين، استدعى الأمر في نهاية النهار، لاجراء اتصالات ومشاورات مكثفة بين الفريقين، ادت الى الوصول الى اتفاق من قبل الجانبين بالتهدئة، وعمم هذا القرار على نواب وقيادات التيار والحزب معا.

 

وافادت مصادر تيار «المستقبل» «اللواء» ان  قرار التهدئة صدر عن الرئيس الحريري شخصيا، الذي تمنى على قياداته ونوابه ومناصريه وقف السجال بعد تطوره.

 

واعتبرت المصادر النيابية في تيار «المستقبل» انه لو اراد التيار فتح الدفاتر، فهناك الكثير للتحدث عنه وفضحه، ولكن فضلت هذه المصادر الالتزام بقرار رئيس التيار بوقف كل السجالات وابقاء الساحة بين الفريقين هادئة.

 

واعتبرت المصادر ان تدخل الرئيس الحريري شخصيا بالرد على الهجوم الذي يشنه الحزب التقدمي الاشتراكي على تيار «المستقبل» ورئيسه ونهجه، جاء بعد ان وصلت الامور الى مكان لم يعد هناك امكانية للسكوت عنه، حيث لم يعد مقبولا ومسموحا التعرض «للمستقبل».

 

ومن هذا المنطلق وحسب المصادر اطلق الرئيس الحريري تغريدته الاولى يوم الاحد، والذي عبر من خلالها عن رأيه ردا على ما اعلنه الوزير وائل ابو فاعور حول علاقة الحزب مع التيار، وذكرت المصادر بأن الهجوم على التيار الازرق ليس وليد ايام بل اسابيع واشهر، والرئيس الحريري حيّد نفسه منذ البداية عن هذا الهجوم.

 

وتشير المصادر النيابية الى ان ما كان يقوم به تيار «المستقبل» ان كان من قبل نوابه وقياداته أو جمهوره، كان بمثابة رد فعل عما يطاله وليس فعل، لا سيما بعد ان تفاعلت وتفاقمت الامور، ان كان على لسان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط او نوابه وقيادات في الحزب.

 

وتؤكد  المصادر ان تيار «المستقبل» لم يطلب يوما من جمهوره التهجم على جنبلاط، ولكن ما كان يحصل هو بسبب الاحتقان الحاصل ورد الفعل عن المواقف التي تصدر بحق التيار.

 

واعتبرت المصادر ان الكلام قبل قرار التهدئة يختلف عن ما يصدر بعد التهدئة، وتؤكد المصادر ان القنوات مع الحزب التقدمي الاشتراكي مفتوحة خصوصا ان الحزب هو حليف تاريخي للتيار.

 

وتشدد المصادر على اهمية المواقف التي اتخذها الرئيس الحريري الى جانب جنبلاط والمؤيدة له، وتؤكد على الوفاء الذي يكنه الحريري الى جنبلاط، وتمنت المصادر ان تعود الامور الى مجراها الطبيعي الايجابي في المرحلة المقبلة، من خلال الاجتماعات واللقاءات الطبيعية التي قد تعقد بين الرئيس الحريري ووليد بيك لتصفية كل الامور العالقة بينهما، ومن اجل المصارحة بكل الهواجس التي تنتاب جنبلاط  والحريري، ولكن ليس على قاعدة الهجوم علينا دون الرد كما تقول المصادر، لانه يجب مناقشة كل الملفات لمعرفة السبب الذي اوصلنا الى ما وصلنا اليه، وأبدت المصادر استعداد تيّار «المستقبل» للتحاور، خصوصا ان امام البلد تحديات كبيرة واساسية دقيقة ولا يمكن الالتهاء عنها بامور جانبية.

 

وشددت على ان الاولوية اليوم هي لاقرار الموازنة ومعالجة الاوضاع الاقتصادية، وتوقعت  المصادر ان يحدد رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسات عامة فور انتهاء عمل اللجان النيابية لاقرار الموازنة العامة مع بداية الشهر المقبل، واشارت الى انه في حال تم تعديل اي ارقام في مشروع الموازنة يجب ان تتأمن موارد بديلة لكي تبقى نسبة العجز المقدرة كما هي.