الارتفاع غير المسبوق باعداد الاصابات اليومية في لبنان بفيروس كورونا كان له التأثير المباشر على تأجيل او الغاء عدد كبير من المؤتمرات والمناسبات الهامة، ومن بينها المؤتمر العام الثالث لتيار «المستقبل» الذي كان من المفترض عقده السبت الماضي واتخاذه لسلسلة قرارات تغييرية هامة منتظرة منذ سنوات من قبل جمهور «التيار الازرق».
التأجيل جاء كما اعلن البيان الذي صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري نتيجة توصية أطباء المستقبل نظرا للارتفاع المتسارع في وتيرة الإصابات نتيجة تفشي جائحة كورونا على الأراضي اللبنانية. وبعد سلسلة اتصالات مع السلطات الصحية المعنية تم اعلان الارجاء من قبل هيئة الإشراف على المؤتمر حتى موعد يحدد لاحقا.
لكن رغم صدور هذا البيان وما صدر امس عن كتلة «المستقبل» النيابية، استمرت التساؤلات حول ما اذا كان هدف التأجيل لاسباب اخرى خاصة بالتيار، من هنا وللاطلاع اكثر واستيضاحا لكافة الامور المتعلقة بموعد انعقاد المؤتمر وما اذا سيكون هناك تغيير في هدف انعقاده التقت «اللواء» القيادي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش الذي جدد التأكيد ان السبب الوحيد لتأجيل المؤتمر هو انتشار فيروس كورونا، وذلك بناء على نصائح وطلبات المسؤولين الصحيين واصدقاء التيار بضرورة الالتزام بموضوع التباعد الاجتماعي، وكشف علوش ان هناك سببا اخر وهو ان عدد من الافراد الاساسيين من التيار تبيّن انهم تعرضوا للاصابة، او خالطوا اشخاص مصابين، من هنا تم اتخاذ قرار التأجيل قبل ساعات قليلة من موعد انعقاد المؤتمر، مشيرا الى ان جميع قيادات التيار شاركت في هذا القرار وتم الاتفاق على التأجيل.
واشار علوش الى ان القرارات والخيارات السياسية للتيار يتم العمل عليها منذ عامين ضمن النظام الداخلي، لذلك لن يتم تغيير اي بند فيه كما لفت علوش، معلنا ان تحديد موعد جديد لانعقاد المؤتمر سيكون بناءً على الوضع الصحي، اي عندما تصبح امكانية عقده واردة ولو حتى عن بعد.
تغيير كامل في هيكلية تيار المستقبل
وشدد القيادي المستقبلي ان الامور التنظيمية للتيار اصبحت شبه واضحة كذلك البيان او التقرير السياسي والاقتصادي، مشيرا الى ان الرئيس الحريري هو من سيعرض ملخصا عن التقرير، معتبرا ان المؤتمر سيكون بمثابة منصة للحوار المباشر بين رئيس التيار والمحازبين من خلال اسئلة واجوبة لاعطاء فرصة للمحازبين لعرض شؤونهم وشجونهم.
وكشف علوش ان التغيير سيكون في هيكلية التيار بالكامل، معتبرا انه ستكون هناك هيكلية جديدة، وستكون مواقع تناسب اوضاع شخصيات قديمة جديدة، لا سيما ان هناك اشخاصا اصبح لديهم سنوات وعقود يناضلون مع التيار، كذلك هناك شخصيات لم تستطع القيام بواجباتها خلال فترة توليها المهمات سيكون لها مواقع تتناسب مع قدرتها على الانجاز.
اغتيال الحريري سياسي وصدور الحكم قد يؤدي الى طرح سياسي مستجد
وحول ما اذا كان موعد صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 7 اب سيغير برنامج المؤتمر الثالث للتيار اعتبر علوش ان الحكم الذي سيصدر قد يؤدي الى طرح سياسي مستجد بالنسبة للواقع داخل لبنان، لا سيما بالنسبة للعلاقة مع «حزب الله» بالذات.
وحول توقعاته عن الحكم الذي سيصدر من لاهاي في السابع من اب يقول علوش «من المتوقع ان تصدر المحكمة حكمها بقضية ما تبقى من القتلة الذين اغتالوا الرئيس رفيق الحريري، من حيث كيفية صدور الحكم واستنتاجات المحكمة، وكيف تم الاغتيال، وهل هناك منظومة متكاملة؟ فكل هذه التفاصيل هي جزء من الرؤية التي يمكن ان تحدث بعد صدور الحكم، ولكن الاكيد ان اغتيال رفيق الحريري، هي قضية سياسية بالكامل، فمن قرر اغتياله جاء لسبب سياسي ومن يتحمل المسؤولية السياسية هو الطرف السياسي الذي تنتمي اليه المجموعة التي اغتالت رفيق الحريري.
الكلام عن اضطرابات امنية تسبق حكم لاهاي غير جدي
وعن التخوف من حدوث اضطرابات امنية تسبق صدور الحكم يعتبر القيادي المستقبلي ان ما يصدر من كلام غير جدي لان هناك محاولة لتغطية قرار المحكمة، مبديا تأكيده ان حرب 2006 كان الجزء الاساسي والمهم منها مرتبط بطلب انشاء المحكمة الدولية، خصوصا بعد ان انكشف «حزب الله» جزئيا في ذلك الوقت، من قبل المعلومات التي اعطاها الشهيد وسام عيد، من ان عنصر من عناصر الحزب هو الذي اغتال رفيق الحريري وهو مسؤول عن العملية، ويضيف علوش «في ذلك لم نكن نظن ان الحزب هو المسؤول بل انه ربما هناك عناصر اخترقته وقامت في هذه العملية».
ويبدي الدكتور علوش اعتقاده ان ما يحصل بين اسرائيل من تحرشات يومية منذ قرابة السنة باطراف ايران من الحرس الثوري بلبنان وسوريا بشكل اساسي، هو بسبب سباق ما قد يصدر عن المحكمة، مشيرا الى ان هناك مخطط اسرائيلي لاستفزاز ايران بشكل مستمر لدفعها الى المواجهة، مشيرا الى ان ما حصل في بداية الاسبوع في جنوب لبنان هو جزء من ذلك الامر، ورأى ان طريقة تعامل الحزب مع ما حصل كان خجولا لدرجة لا يريد فتح ابواب جهنم عليه.
وختم باعتبار ان لا احد يعلم كيف يمكن ان تتطور الامور في الايام المقبلة، حيث يمكن لاسرائيل القيام بضربات عدة، لكن ما هو مؤكد انها تعمد الى القيام بكل اعمالها العدوانية في سوريا، والمثير للسخرية ان الرد يكون من داخل لبنان.