IMLebanon

أزمة «المستقبل» و»القوات اللبنانيّة»  

 

لا ألتزم الصمت أمام هذه الأزمة التي تعصف بتحالف المستقبل والقوات اللبنانيّة، ولا أتجاهلها أيضاً لأنّها بلغت مرحلة دقّ أجراس الخطر، هذه الأزمة تسبّب حالاً من التوتّر الكبير بين جمهور الفريقيْن، ولم يعد جائزاً السكوت لأنّها تُـحدث شرخاً بين جمهور 14 آذار الذين صرخوا معاً في 14 شباط العام 2005 وهتفوا حريّة سيادة إستقلال، السكوت عن هذه الأزمة «جريمة» بحقّ لبنان وشعبه الذي يواجه الأجندة الإيرانيّة منذ العام 2005 وباللّحم الحيّ.

 

المطلوب وقف هذا الصخب من الاتهامات الهزيلة، وبشكل واضح أقول، ليس سمير جعجع الذي يخون أو الذي يتآمر، تاريخ «الحكيم» يشهد له وهو ليس بحاجة إلى التأكيد على مواقفه الواضحة والصلبة طوال سنوات الحرب الأهليّة ومنذ اتفاق الطائف وما بعده، من يدخل السجن أحد عشر عاماً لأنّه رفض السكوت ومشاركة أمراء الحرب مغانم السّلم، ليس أسلوبه التآمر والوشاية، أبطال «الجريمة الكبرى» التي تعرّض لها الرئيس سعد الحريري لإنهائه سياسيّاً وشعبيّاً وإخراجه من المعادلة السياسيّة، أبطالها معروفون ومنذ اللحظة الأولى، وفيهم من هو من لحمه ودمه، فعلامَ توجيه التهم للقوات اللبنانيّة وقائدها؟!

المطلوب لقاءٌ عاجلٌ جداً بين القيادتيْن، بين ركنيْ المعادلة اللبنانيّة السياديّة «سعد ـ سمير»، وأيّ اختلاف في وجهات النّظر قابل للتجاوز والتخطّي لمصلحة لبنان أوّلاً، الفتور في العلاقة منذ ما قبل الاستقالة كان واضحاً للعيان، هناك ندوب في العلاقة، هذا واضح للعيان، والمطلوب إزالة آثارها وفي أسرع وقت، فالحفاظ على جمهور المعادلة السياديّة الذي تشارك في حمل دماء الرئيس رفيق الحريري لإيصالها إلى المحكمة الدوليّة، والذي يتحمّل عبء مواجهة الأجندة الإيرانية وحيداً وعارياً من أيّ دعمٍ دولي وعربي، خصوصاً دعم المملكة العربيّة السعوديّة التي انكفأت عن دعم لبنان وعلى كافّة المستويات فوضعت بهذا لبنان في القبضة الإيرانيّة!

هذا التراشق على مواقع التواصل الإجتماعي لم يعد مقبولاً، ورشق «القوات» وقائدها بهذه التّهم غير جائز وغير مقبول، خصوصاً وأنّ الصمت سيّد الموقف تجاه أزمة الأسبوعيْن الطويلين اللذين مرّا على لبنان وعلى الرئيس سعد الحريري، وللمناسبة، التاريخ كفيل بكشف تفاصيل الأسبوعين العصيبيْن، لأنّ يقيننا بأنّه «وما من خفيّ إلا وسيظهر».

للأمانة، وبكلّ شفافيّة بات المشهد شبيهاً بالحملة التي شنّها النظاميْن الأمنيين السوري واللبناني على سمير جعجع تمهيداً لإدخاله سجن وزارة الدفاع بتركيب جرائم وتهم ملفّقة، وهذا المشهد غير مقبول نهائيّاً خصوصاً أنّه بين حليفيْن، قيل لنا مرّة أنّه «لن يفرّق بينهما إلا الموت»، حان الوقت لتجاوز هذه الأزمة، لمصلحة لبنان أولاً ولمصلحة اللبنانيين ثانياً، فترك الأمور مفتوحة للتشكيك والاتهامات، وهذه نصيحة للجميع، ولإيماني اليقيني القاطع بأنّ «الدّين النصيحة».

طوال أزمة الأسبوعيْن العصيبيْن، لم ألتزم الصمت حيال الأزمة العاصفة بالرئيس سعد رفيق الحريري، على الأقلّ أنّ دورنا قول الحقيقة، ونصرة المظلوم، وحمايته، وأن يكون ولاءنا لوطننا أولاً وآخراً، وأن نكون نقطة ضوء في لحظات الظلام العاتي، واليوم ركنا المعادلة السياديّة ليسا بخير، ولبنان ليس بخير، ونحن ذاهبون باتجاه أزمة كبرى تعصف بلبنان وشعبه السيادي بسبب حزب الله وأجندته التي لن يترجع عن مواصلة تنفيذها مهما كلّفت هذه الأجندة الشعب اللبناني من أثمان باهظة، لذا الاختلاف مقبول وصحّي وضروري، والخلاف ممنوع ممنوع ممنوع، تفضّلوا واجلسوا مع بعضكم البعض، وأوقفوا هذه الهستيريا الجماعيّة التي ستعيدنا إلى زمن التشرذم والفرقة، في الماضي كان الاحتلال السوري، واليوم يذكيها الاحتلال الإيراني، والوعي مطلوب والاحتكام إلى الضمير ومصلحة لبنان أولاً وحده يحمينا من أن نكون مجدداً حطباً لها، والسلام على من يحبّ السلام!

ميرڤت سيوفي