IMLebanon

المستقبل لم «يُبلّغ احداً» بموافقته على النسبية الكاملة

بعيدا عن كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امام الرؤساء والملوك العرب، حيث ظهر لبنان في صورة متحدة خلافا لما ساد من اجواء عشية القمة، بعدما نجحت رسالة الرؤساء الخمس الى القمة العربية في نقل النقاش الى الساحة الداخلية، يبدو ان جبهة قانون الانتخابات لا تزال على حالها ،مع تراشق الاطراف المتمترسة خلف مواقفها الاتهامات والاضاليل حول تقدم من هنا واتفاق من هناك مع ضرب للمهل.

وفي انتظار عودة الرئيسين من عمان، لاستئناف النقاشات حول صيغة قانون الانتخابات، علم ان الرئيس سعد الحريري الذي يتواصل على مدار الساعة مع قيادات المستقبل عبر «الواتساب»، تطرق مع رئيس الجمهورية حول القانون العتيد دون ان يدخلا في التفاصيل، فيما ذهبت المشاورات مع الوزير ابعد بقليل دون ان تغوص في الدوائر والارقام.

في هذا المجال كشفت مصادر تيار المستقبل ان موافقة الاخير على التعاطي بايجابية مع الصيغ التي تطرح لا يعني باي شكل من الاشكال موافقته على النسبية الكاملة كما تروج «الغرف السوداء المعروفة الاهداف والغايات»، متحدية المروجين ان يبرزوا دليلا واحدا على ادعاءاتهم بان التيار الازرق ابلغ اي جهة سياسية تلميحا او مباشرة قبوله بالنسبية الكاملة وبلبنان دائرة واحدة، معتبرة ان بيت الوسط ملتزم بصيغة المختلط التي اتفق فيها مع حلفائه وهو يميل الى هذا الخيار، وفقا لصيغة تحوز اجماع الاطراف السياسية كافة، مؤكدة ان تيار المستقبل غير مستعد لتقديم اي تنازلات من حسابه في حال استمرار تشبث الجهات المختلفة بمواقفها.

المصادر التي كشفت عن وجود تفاهم مبدئي نهائي مع التيار الوطني الحر على اعتماد المختلط، رأت ان كلام الرئيس الحريري الايجابي من على الطائرة التي اقلته مع الرئيس عون الى الاردن انما يعبر عن رغبته وسعيه لانجاح المساعي والاتصالات الجارية ولبث جو من الايجابية قد يساعد على احراز تقدم خصوصا بعد التسويات التي حصلت بين المعنيين وسمحت بتمرير خطة الكهرباء وفك الالغام من امام الموازنة، معتبرة ان الهجمة الاعلامية والتسريبات «الخبيثة» تستهدف اولا شارع المستقبل السني، وثانيا التوافق مع رئيس الجمهورية، وثالثا ضرب التحالف القائم مع قوى الرابع عشر من آذار، محذرة من محاولات نقل البعض خلافاتهم الى ملعب المستقبل للتعمية عن تصفية الحسابات الدائرة، غامزة في هذا الاطار من قناة مواقف رئيس التيار الوزير باسيل من الجنوب الاحد ورد احد مسؤولي الحزب بوصف ما يقدم من صيغ «بالمتخلف» في اشارة غير مباشرة الى الاقتراح الباسيلي الثالث.

اوساط مقربة من التيار البرتقالي كشفت ان رفض رئيسه لخيار النسبية الكاملة نابع من دراسة علمية اعدها احد مراكز الابحاث اللبنانية بينت نجاح التيار وحلفائه في حصد 53 مقعدا من اصل 64 في حال اعتماد القانون المختلط، في مقابل 41 مقعدا في حال السير بالنسبية الكاملة، وبالتالي فان اعتماد لبنان دائرة واحد والنسبية الكاملة هو امعان في ضرب المشاركة المسيحية واستمرار لسياسة الغبن اللاحق بالطائفة، رغم ان ذلك لا يعني الخلاف مع رئيس الجمهورية الذي يبقى الحكم بين الجميع والساهر على ضمان حماية الدستور والميثاقية التي ينص عليها.

المراوحة الداخلية تلك خرقتها بحسب مصادر مطلعة «انذارات» بريطانية ـ فرنسية بمباركة فاتيكانية حملها دبلوماسيون الى بيروت تدعو الى اجراء الانتخابات في حزيران كاقصى حد وفقا للمتوفر، قبل دخول المنطقة ككل بتسويات كثيرة، ما يحتّم على لبنان البقاء في حالِ الاستقرار التي يعيش، معتبرة ان المواقف الغربية تنطلق من ان رغبة تمديد ولاية المجلس لا تقتصر على الداخل بل تمتد الى الاقليم المؤثر في الاستحقاق اللبناني، ذلك ان رعاة الحالة السياسية في لبنان، ايران والسعودية، يفضلون عدم اجراء الاستحقاق راهنا وغير مستعدين لتمويل حملات من يدعمون من القوى السياسية في الداخل مادياً.

ما اقر حكوميا قد اقر. الموازنة ستسلك طريقها الى مجلس النواب، وخطة الكهرباء الى التنفيذ، لتنصب الجهود على فكفكة طلاسم صيغة قانون انتخابات نيابية يرضي الجميع. امر لن يتوضح قبل عودة الرئيسين من القمة العربية في عمان، ووزير الخارجية جبران باسيل من زيارته المرتقبة لاستراليا والتي تستمر اسبوعا، الا في حال عقدت القمة الموعودة بين الرئيس والسيد حسن نصرالله التي قد تحسم الخيارات والقرارات بمن حضر، والا فان لعبة شد الحبال القائمة حول قانون الانتخابات لن تشهد نهايتها قريبا في ظل محاولة الاطراف الحد من خسائرها .