Site icon IMLebanon

المستقبل يواجه فشل رهاناته وحربه الداخلية


لم يعد سراً ان حال تيار المستقبل السياسية والداخلية التنظيمية لم تعد بخير منذ فترة وقد تفاقمت مع انفلاش ملف النفايات الذي غطى العاصمة بيروت والمناطق بلوثته وارتداداته السلبية على التيار الازق، وقد برز واضحاً ان هذا الملف الذي خرج عن السيطرة بتعذر ايجاد الحلول له فانتشرت المحارق والمطامر العشوائية وتسببت بحفرة وتصدع في العلاقة مع الزعيم الاشتراكي بالدرجة الاولى برزت معالمها في احاديث الصالونات السياسية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بعد خلاف «ابو فاعور ـ قطيش» الذي سارع الحريري الى لملمة شظاياه وسحبه من التداول.
على ان اللافت ان ازمة المستقبل كما تقول اوساط سياسية متابعة لا تقتصر على الاخصام في السياسة بل تبدأ من الحلفاء القريبين والملتصقين بالتيار الازرق وصولاً الى اعداء السياسة فاذا كانت العلاقة بمعراب اتسمت على مرّ السنوات بالاخلاص والوفاء السياسي من الطرفين بحيث لم يخل سعد الحريري باي التزام او وعد لسمير جعجع فيما سار الاخير عكس خياراته المسيحية وما يريده شارعه المسيحي ارضاء لزعيم المستقبل، فان ما بعد «إعلان النوايا» مع التيار الوطني الحر لا يشبه ما قبله، فالقوات لم تعد ذلك الخصم المسيحي للرابية الذي يلبي طموحات ورغبات بيت الوسط بدون تردد، فما بعد ورقة النوايا لم تعد معراب تملك القدرة على اغصاب الشارع المسيحي وزعزعة التفاهم المسيحي ـ المسيحي الذي وقعته مع الرابية وهي لذلك انكفأت ووقفت على الحياد عندما قرر عون تحريك الشارع في وجه الحكومة فيما سارع جعجع الى السراي لنقل الرسالة الشهيرة بأحقية مطالب عون وتمثيله المسيحي.
فالمستقبل ليس بألف خير تضيف الاوساط، مع حليفيه الدرزي والمسيحي في المختارة ومعراب «وزلة» نديم قطيش التلفزيونية وتأنيب الحريري له واعتبار الاشتراكي ذلك رسالة سياسية من المستقبل تختلف عن الاطار العادي، فيما الأمور مع معراب تبدو فاترة ومجمدة وان كانت لا تعتريها اشكالات او خلافات، الا ان الحريري كما تضيف الاوساط لم يهضم الاستقبال والحفاوة الملكية بحليفه المسيحي في البلاط السعودي الذي فاجأ المراقبين بظروفه وحيثياته وتوقيته.
اما مع الاخصام في السياسة تقول الاوساط، فالامور تفاقمت بشكل كبير مع التيار الوطني الحر، فالمستقبل احرق كل مراكبه مع الرابية وقد بلغ الاستياء بالرابية لتوصيف المستقبل بالداعشية السياسية رداً على التهميش والاستئثار وهدر حقوق المسيحيين من قبل التيار الازرق ومحاولة الحريري واصراره على تحجيم عون لما يمثله من ثقل سياسي وشعبي في طائفته ولأنه مصدر خطر على المستقبل وزعامته لأن احجام الطرفين تكاد تكون متوازية. اما على صعيد العلاقة مع حزب الله فان الحوار لا يعدو كونه «ستاتيكو» يراوح مكانه لادارة الازمة والحفاظ على الاستقرار، عندما قرر المستقبل النزول على الارض وخوض معركة ضد الارهاب فحضر الحريري بعد معركة عرسال من اجل ضبط شارعه وعدم توفير البيئة السنية الحاضنة للارهاب وفتحت قنوات الحوار مع حزب الله الذي لم يأت بثمار مهمة لكنه شكل عاملاً مريحاً في ترسيخ الاستقرار على الساحة الداخلية بعدما ثبت بدون ادنى شك ان الجمهور الذي سيكون اول ضحايا «النصرة» و«داعش» فأول العسكريين الذين اعدموا في جرود عرسال على يد «النصرة» و«داعش» كانوا من الطائفة السنية فيما دفعت عرسال ضريبة ايواء النازحين واصبحت مخيماتها تضج بالمسلحين والتكفيريين.
ورغم ذلك ومع كل القراءة المستقبلية للاخطار فان المستقبل يستمر بوضع «رجل في البور واخرى في الفلاحة» بحسب الاوساط، وهو مع الشيء ونقيضه معاً، فهو قرر ان يواجه الارهاب وعندما يتم التضييق على الارهابيين في سجن رومية تحصل الانتفاضات الشعبية والسياسية في وجه قرار محاكمة الارهابيين ويطالب المستقبل بدوره من وزيره المزيد من التسهيلات للموقوفين الاسلاميين والمتهمين بالاعتداء على الجيش والقوى الامنية ومن صدرت ضدهم تهم بالارهاب.
وترى الاوساط ان المعطيات اثبتت جميعها ان رهانات المستقبل كانت في غير محلها سواء كانت رهانات اقليمية او داخلية، اولاً الرهان على الاتفاق الايراني ـ الاميركي وبأن تأتي نتائجه لمصلحة المستقبل وفريق 14 اذار، فيما الرهان على معركة سوريا فشل بدوره مسار المعركة في سوريا لمصلحة النظام السوري الذي لم يحتضر او يلفظ انفاسه الاخيرة وفق توقعات المستقبل. وعليه فان المستقبل بسبب تراكم هذه الاخطاء عليه ان يعيد النظر في سياسته الداخلية وفي تنظيمه وفي اموره المادية المتردية وفي اعادة تقويم سياسته ومقاربته للملفات الحيوية والساخنة والمؤثرة في القرار.