IMLebanon

الحكومة العتيدة… حتى ولو وُلِدَت بسرعة فستكون مسبوقة بكثير من الإستحقاقات

 

رئيس الحكومة المكلَّف سعد الحريري سيكون في إجازة عائلية خارج لبنان نهاية هذا الأسبوع.

رئيس مجلس النواب نبيه بري في إجازة خارج لبنان اعتباراً من مطلع هذا الأسبوع.

وبناءً عليه يكون ملف التأليف الحكومي في إجازة، ولأنَّ الوضع هكذا فإنَّ زيارة الرئيس الحريري لقصر بعبدا لم يكن الغاية منها حمل تشكيلة جديدة منقحة بمقدار ما كانت تثبيت هدنة التأليف إلى حين انتهاء الإجازات.

إلى ماذا توصلت هدنة التأليف؟

جرى توضيح مسألة الصلاحيات ولا سيما تلك المتعلقة بصلاحية تأليف الحكومة، وهذا ما عبَّر عنه الرئيس المكلَّف بعد الإجتماع.

جرى التأكيد على أنَّ الحكومة العتيدة ستكون حكومة ثلاثينية وأنَّ حكومة ال24 وزيراً لا تمشي.

وجرى التأكيد أيضاً على أنَّ كل يوم في تأخير الحكومة ينعكس سلباً على الوضع الإقتصادي الذي يُحذِّر أكثر من خبير في شأنه، أنَّ المهل لتحسينه بدأت تضيق وأنَّ المعنيين يجب أن يدركوا أنَّ مهلة الستة أشهر هي الحد الأقصى المتاح، تحت طائلة وصول الوضع الى نقطة اللاعودة، وعندها لا يعود ينفع البكاء وصرير الأسنان.

ما يجدر التوقف عنده في سياق الوضع المالي والإقتصادي، وما فات المسؤولين تذكره، هو أنَّ الإعداد لموازنة العام 2019 يبدأ بعد شهر، حيث يُفترض بالوزارات أن ترفع إلى وزارة المالية موازناتها، فتتولى وزارة المالية جمعها لتعد من خلالها مشروع الموازنة، الذي ترفعه إلى مجلس الوزراء ليناقشه ويقره ويحيله إلى مجلس النواب، فتبدأ لجنة المال والموازنة النيابية درس أرقام الموازنة من ثمّ ترفعها إلى الهيئة العامة، فتكون الدورة العادية الأولى لمجلس النواب والتي تبدأ في تشرين الأول مخصصة لدرس الموازنة ليُصار إلى إصدارها في قانون قبل آخر سنة 2018.

أين نحن من كل هذا؟

كيف سيتمُّ البدء بإعداد موازنات الوزارات فيما الحكومة لم تشكَّل بعد؟

حتى لو تشكلت قريباً، وهذا مستبعد، فماذا عن البيان الوزاري؟

وكم سيستغرق من الوقت لإعداده ومناقشته والتصويت عليه لتنال الحكومة الثقة على أساسه.

ما يمكن استنتاجه من خلال كل ما تقدَّم أنَّ الحكومة العتيدة ستكون مسبوقة في كل الإستحقاقات الداهمة، وبهذا المعنى من الصعب أن تحقق النقاط التي يجب أن تحققها على الوقت وفي الوقت المناسب، لأنَّ كلَّ النقاط متأخرة ولا يمكن استلحاقها بسرعة.

صحيح أنَّ هذا الكلام لا يطمئن لكن ما يجدر التوقف عنده أنَّ جرعة التفاؤل التي تعطى يمكن اعتبارها أنها جدية هذه المرة، خصوصاً أن اللقاء الذي جرى بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلَّف، الخميس، هو الرابع منذ التكليف، ما يعني أنَّ اللقاء الخامس سيكون اللقاء الثابت في اتجاه عملية التشكيل.