IMLebanon

مستقبل علاقات «الثنائي المسيحي» على أبواب الاستحقاقات الجديدة؟!  

 

مع بداية شهر الصوم الكريم، رمضان المبارك اليوم الخميس، يتطلع اللبنانيون عموماً الى ما ستؤول اليه تطورات الايام الاخيرة، والبلد على أبواب الايام الثلاثة الاخيرة من عمر المجلس النيابي، وبداية ولاية المجلس الجديد، الذي سيكون رئيسه، الرئيس نبيه بري «بلا منازع». ولتنطلق معه، بعد استكمال انتخاب نائب للرئيس وهيئة مكتبه، عملية الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة العتيدة وتأليف هذه الحكومة، التي على ما يظهر لن تكون سهلة على الاطلاق، وان كان الخيار ثبت على الرئيس سعد الحريري من دون غيره لغياب البديل المؤهل..

 

في قناعة البعض، ان قطار التسوية والحلول قد انطلق، وإلا لما كان شهد يوم أول من أمس، حدثين بالغي الدلالة، الاول تمثل بزيارة الرئيس نبيه بري التي فاجأت كثيرين الى القصر الجمهوري، ولقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتناوله الغداء الى مائدته، واصفاً اللقاء بأنه «أكثر من ممتاز». والحدث الثاني، تمثل بزيارة رئيس»القوات اللبنانية» سمير جعجع الى «بيت الوسط» ولقائه الرئيس سعد الحريري، بعد قطيعة امتدت لنحو سبعة أشهر واكثر، على خلفية ما حصل بعد استقالة الحريري في تشرين الثاني الماضي وما صاحبها..

 

وإذا كانت زيارة بري القصر الجمهوري «عادية» في نظر البعض فإن زيارة جعجع «بيت الوسط» بالغة الدلالة، خصوصاً، وان البلد على أبواب تشكيل حكومة جديدة، تصاحبها، او تسبقها اشكاليات ذات دلالة، وليست سهلة بين «الثنائي المسيحي»، «التيار الوطني الحر»، بقيادة (الوزير والنائب) جبران باسيل، المحسوب على رئيس الجمهورية والمتحالف مبدئيا مع «المستقبل» و»القوات اللبنانية»، المتقاربين بعدد الأصوات التي حصلاه في الانتخابات النيابية..

 

فإذا كان لقاء الرئيسين عون وبري، اعتبر في بعض المواقع «تدشينا لمرحلة جديدة» او تجديداً للعلاقة بينهما..» على خلفية «ان ما مضى قد مضى..» فإن زيارة جعجع «بيت الوسط» حملت أكثر من دلالة، وهو الذي يحاذر الخروج من معقله في معراب لأسباب أمنية..

 

ليس من شك في ان «القوات اللبنانية» بقيادة جعجع حققت خروقات بالغة الأهمية في «البيئة المسيحية» على حساب سائر الاحزاب، من مثل «الكتائب» و»التيار الحر»، وهي خروقات عززت من تواجد «القوات» السياسي، على المستويات الدولية والعربية والداخلية اللبنانية، على السواء.. الامر الذي اثار امتعاضاً لافتاً ومكشوفاً مع «التيار الوطني الحر»، الذي يفترض، والذي يقدم نفسه على ان «الممثل الشرعي والوحيد» لهذه البيئة.. خصوصً وان الرئيس العماد عون، يشدد في كل لقاءاته ومواقفه المعلنة، على اعادة النظر «باتفاق الطائف» لجهة اعادة النظر بترتيب الصلاحيات، التي انتزعت من رئيس الجمهورية واعطيت الى مجلس الوزراء مجتمعاً».. هكذا، يكون التقارب بين «التيار الحر» و»المستقبل» والانسجام الجلي في العلاقات بين الرئيسين عون والحريري، تعبير عن معادلات سياسية مطلوبة في البلد.. كما يكون زيارة جعجع «بيت الوسط» ولقائه الحريري تعبير عن رغبة وحسابات لاخراج «القوات» من دائرة العزلة» التي وقعت فيها على رغم حصولها على حاصل انتخابي مميز، وغير متوقع.. وقد قالها جعجع، ومن دون أي «رتوش»: «ما يجمعنا و»المستقبل» اكبر كثيراً مما يفرقنا..»؟!

 

عديدون كانوا يتوقعون انهيار «تفاهم معراب» بين «التيار» و»القوات»، في ضوء السجالات الحادة بين قيادات الطرفين.. وهي بلغت الذروة في مواقف الوزير باسيل الاخيرة.. إلا أنه، وعلى الرغم من الغيوم السوداء في سماء «الثنائي المسيحي..» فإن «القوات» تظهر واقعية سياسية أكثر من العديد من قيادات «التيار» ولا تتردد في تأكيد «ان المصالحة المسيحية – المسيحية ثابتة، صامدة، ولن نهتز، ولن يخترقها أي أحد..» على رغم العلاقات المميزة التي تربط «التيار» مع «حزب الله» و»المستقبل» بصورة او بأخرى.

 

يتساءل عديدون، عن مستقبل العلاقة بين «الثنائي المسيحي» وهل سيبادر أي من الطرفين الى اعادة فتح الابواب أمام الآخر.. وهل سيبادر جعجع الى طرق أبواب القصر الجمهوري في بعبدا، قبل فوات الاوان بتشكيل حكومة جديدة، يرى رئيس الجمهورية ان لا مانع قانونيا ودستورياً من ان تكون حكومة تتمثل فيها الغالبية الموالية وتبقى المعارضة خارجها؟

 

الأجوبة عن ذلك، لم تنضج نهائياً بعد.. وقد أكد نائب «التيار» حكمت ديب ان «التفاهم (بين «التيار» و»القوات») باق.. على رغم بعض التجاوزات، والامور موقوفة، بنظر عديدون على ما ستؤول اليه الاستشارات النيابية بشأن تأليف الحكومة الجديدة بعيداً عن العصي والعراقيل التي تطل على خلفية تمسك هذا الفريق او ذاك بهذه الحقيبة او تلك..» وما ستكون عليه، وهل ستكون نسخة منقحة ببعض الاسماء عن حكومة الوحدة الوطنية الحالية (على رغم ما يقال عن تحفظات خارجية) أم حكومة موالين، يتقاسمون الحقائب والحصص ويتوزعونها، كل حسب حساباته وتطلعاته، وهو أمر رفضه الرئيس الحريري، الذي أكد مراراً وتكراراً رفضه الخضوع لأي شروط مسبقة؟!