IMLebanon

اللعبة صارت أكبر  من النظام والمعارضين

تعددت المؤتمرات والنتائج واحدة: خيار سياسي صعب يسدّ الطريق اليه خيار عسكري مستحيل. وتنوعت المقترحات والمشكلة واحدة: اللعبة على المسرح في حرب سوريا صارت أكبر من النظام والمعارضين، واللعبة في الكواليس بين الكبار هي أصلاً أكبر من النظام والمعارضين. وليس ما انتهى اليه مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة على الطريق الى مؤتمر في الرياض بعد مؤتمرات في موسكو وعدد من العواصم سوى ما تبلور في مؤتمر جنيف – ١ قبل ثلاث سنوات: صيغة اختلف على تطبيقها الأميركان والروس الذين توصلوا اليها يوم كانت المشكلة واضحة في الصراع بين النظام والمعارضين. وهي بالطبع وصفة لمعالجة مرض ازداد خطورة مع الوقت وتعرّض لاشتراكات أمراض أخطر منه.

ذلك أن مؤتمر القاهرة الذي حضره نحو مئة وخمسين معارضاً سورياً أعاد تدوير أوراق ومواثيق سابقة مع شيء من التطوير. وليس هناك بالطبع سوى الحل السياسي الذي رسم له المؤتمر خارطة طريق وآليات لتطبيق بيان جنيف – ١: هيئة حكم انتقالي تتمتع بالصلاحيات التنفيذية الكاملة الممنوحة للرئيس والحكومة في الدستور، مجلس وطني انتقالي، مجلس قضاء أعلى، ومجلس وطني عسكري انتقالي يعيد هيكلة مؤسسة الامن.

والمحطة الاجبارية للانطلاق على هذا الطريق هي التفاوض بين النظام والمعارضين في مؤتمر جنيف-٣ برعاية الاميركان والروس وموافقة القوى الاقليمية المنخرطة في الصراع بكل الوسائل.

وليس واضحا ان كان الوضع على الارض دفع واشنطن وموسكو والعواصم الاقليمية المؤثرة الى تغيير جذري في الحسابات. ولا ان كان النظام الذي اختار من موقع القوة ان يفرض بالحل العسكري الحل السياسي الملائم له سيعمد الى تغيير حساباته بعدما خسر ثلثي مساحة سوريا او يستمر في رفض المشاركة الفعلية ولو واجه الخسارة الكاملة. لكن المؤكد ان داعش الارهابي الذي يسيطر على نصف مساحة سوريا ويعلن دولة الخلافة يريد المبايعة لا الحوار ولا الحل السياسي. كذلك الامر بالنسبة الى جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة وعدد من التنظيمات السلفية الاخرى.

والسؤال هو: كيف يمكن تطبيق خارطة الطريق، ولو تفاهم النظام والمعارضون، على افتراض ان الاولوية لم تعد للخيار العسكري، بصرف النظر عن المفاجآت التي يتحدث عنها الجنرال قاسم سليماني؟ هل انتهت وظيفة داعش والنصرة، وقرر الكبار بالفعل القضاء على الارهاب والخروج من لعبة الخيار المحصور بين الارهاب والاستبداد؟

قادة الدول الصناعية السبع تحدثوا في قمة بافاريا عن فرصة لحل سياسي في سوريا. لكنهم سارعوا للايحاء ان الفرصة ليست قريبة وهي في حاجة الى دور روسيا التي عوقبت بالبقاء خارج القمة بسبب الخلاف على اوكرانيا.