Site icon IMLebanon

مُفاوضات غزة وجبهة لبنان مساران مُتلازمان … ولا ضمانات لعودة المستوطنين

واشنطن تسعى لهدنة في غزة لابقاء ورقة وقف النار للمرحلة الثانية

 

ما هي النتائج المحتملة للجولة الجديدة من التحرك الأميركي والغربي الناشط اليوم تحت عنوان وقف القتال على جبهة لبنان، والتوصل الى “حل ديبلوماسي” يضمن الاستقرار على هذه الجبهة؟

 

لا يختلف هذا النموذج من الحراك اليوم عن المحاولات السابقة، التي سجلت منذ اندلاع المواجهات على الحدود الجنوبية مع العدو الاسرائيلي. لكن المستجد في ما يجري اليوم ان هذه الجولة تتزامن مع مفاوضات ناشطة ومعقدة تجري منذ اسابيع، من اجل التوصل الى وقف العدوان الاسرائيلي، وصفقة كاملة لتبادل الاسرى بين حماس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة والعدو .

 

ويقول مصدر سياسي مطلع ان هذين المسارين متلازمان ولا يمكن فصلهما، وانه ليس واردا التوصل الى وقف للنار وتثبيت الاستقرار على جبهة لبنان دون تحقيق وقف ثابت للنار في غزة. ويعتقد ان الاميركيين والاوروبيين يدركون هذه المعادلة التي لا تقتصر على جبهة لبنان، بل تمتد الى الجبهات المساندة الاخرى للمقاومة في غزة اكان في العراق او اليمن او سوريا، خصوصا ان الوقائع التي سجلت منذ اندلاع حرب غزة وتداعياتها، برهنت ان فكرة الفصل بين ما يجري في القطاع وبين جبهات المساندة غير قابلة للنجاح او التطبيق .

 

ويلفت المصدر الى ان جبهة لبنان تتميز عن جبهات المساندة الاخرى بانها مواجهة مباشرة ومفتوحة مع العدو الاسرائيلي، لذلك فان ” الهجمة الديبلوماسية ” الاميركية والاوروبية تتركز باتجاه لبنان، بسبب حجم تأثيرها ونتائجها على العدو، اكان على صعيد الخسائر التي تكبدها جيشه منذ حوالى اربعة اشهر، ام على صعيد نزوح المستوطنين من المستوطنات الشمالية والضغوط التي تتعرض لها حكومة نتنياهو .

 

وقبل هذه الجولة من الحراك الاميركي والغربي، ابلغ لبنان الموفدين على تنوعهم ان الواقعية تقضي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة اولا، واكد ان تنفيذ القرار ١٧٠١ يعتمد على العدو الاسرائيلي، الذي خرقه منذ ولادته ولم يلتزم به يوما .

 

وكان واضحا ايضا موقف حزب الله على لسان امينه العام السيد حسن نصرالله اكثر من مرة، ان لا وقف للنار على جبهة لبنان قبل وقف العدوان الاسرائيلي على غزة، وان البحث في اي تفصيل في شأن القرار ١٧٠١ لن يكون قبل وقف هذا العدوان. وفي كل مرة عمد المسؤولون الصهاينة الى التهديد والتهويل في مناورة مكشوفة لفصل مسار المعركة على الحدود مع لبنان عن حرب غزة، لكنهم واجهوا دائما الموقف نفسه، وذهبت تهديداتهم ادراج الرياح .

 

وفي غمرة الحركة الناشطة اليوم، تتطلع الاوساط المراقبة الى الجولة الجديدة لوزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في المنطقة، وما يمكن ان يسفر عنها من نتائج بشأن مصير المفاوضات المعقدة الدائرة حول حرب غزة وطبيعة وقف النار وصفقة تبادل الاسرى وفك الحصار عنها .

 

ووفقا لبعض التقارير الديبلوماسية، فان واشنطن ما زالت تسعى الى استبعاد فكرة تحقيق وقف اطلاق نار ثابت وشامل في غزة في الوقت الراهن، وهي تسعى الى التوصل الى هدنة طويلة لشهرين او ثلاثة تواكب تنفيذ وانهاء صفقة تبادل الاسرى، انطلاقا من رغبتها في ابقاء ورقة وقف النار الثابت والشامل بيدها ويد العدو، لمرحلة التفاوض حول مصير الوضع في غزة او ما يعرف بالسؤال ماذا بعد الحرب .

 

وحسب التقارير ايضا، فان الادارة الاميركية لا تقفل البحث امام توفير ضمانات لعدم استئناف “اسرائيل” لعملياتها الحربية الواسعة بعد الهدنة، لكن هناك شكوكا في تأمين مثل هذه الضمانات الملزمة للعدو .ويجري الحديث ايضا، وفق التقارير الديبلوماسية، عن هدنة طويلة قابلة للتمديد، بحيث تكون على شكل وقف العمليات العسكرية وليس وقفا ثابتا لاطلاق النار ريثما ينضج الحل المتعلق بغزة ومصير ادارتها .

 

وفي ظل هذه المعطيات وما يتسرب من افكار وسيناريوهات، تتحدث المعلومات عن محاولة للتعامل مع جبهة لبنان على غرار ما يجري بشأن غزة، لجهة تحقيق هدنة موازية لهدنة غزة وتكثيف المساعي الاميركية والاوروبية، لاعادة الهدوء الى الحدود الجنوبية وضمان عودة المستوطنين “الاسرائيليين” الى المستوطنات الشمالية، غير ان مثل هذا السيناريو غير ممكن قبل تحقيق وقف نار ثابت في غزة، لان استئناف العدو حربه بعد الهدنة يعني عودة المواجهات بين حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي .

 

وتقول مصادر لبنانية مطلعة ان الحزب ليس في صدد تقديم اي ضمانات من هذا النوع، وان تهديدات بعض المسؤولين “الاسرائيليين” باستمرار المعركة على جبهة لبنان حتى لو تحققت الهدنة في غزة، لن يؤثر في موقف المقاومة في لبنان، وان اي اعتداء “اسرائيلي” سيقابل برد فوري ومماثل.