IMLebanon

الكيان من العزلة إلى المحاصرة.. حرب غزة آخر الحروب على طريق دولة فلسطين الحرة والمستقلة

 

 

 

حملت التقارير عند الصباح (الأحد 10 ك1 2023) أن شعوب العالم الحرة، تتجه لإعلان الاضراب العام والشامل في كافة المطارات وسكك الحديد، لا سيما في الدول الغربية التي تدعم الحرب الاسرائيلية المدمّرة ضد غزة المدينة، والقطاع في مدن ومخيمات المدن، وسكانه الذين تحولوا الى اهداف عسكرية، يتباهى جيش الغزو بأنه استهدفها بالمئات (425 هدفاً حسب احد بيانات الجيش الاسرائيلي).

وعنوان الاضراب يتلخص بنقطة واحدة: إدانة استمرار القتل والمجازر التي بات من غير الممكن متابعتها عبر شاشات التلفزة والمحطات الفضائية وشبكات التواصل، أو حتى عبر الصحافة اليومية ووكالات الانباء العالمية الكبرى، والمطالبة بإنهاء الحرب اللعينة التي شنتها اسرائيل في 7 ت1 الماضي 2023، رداً على عملية «طوفان الاقصى» التي نفذتها حركة حماس ضد جنود الاحتلال، باحتلال 11 مستوطنة في غلاف غزة، كانت تحولت الى نقاط ارتكاز للجيش والعبث بكل نواحي الحياة الانسانية.

 

تطالب شعوب العالم بوقف القتل والمجازر وتهديم المنازل والجامعات والمستشفيات والطرقات وحتى الركام المتسبَّب به بالقصف والغدر، أي بلجم «دولة الاحتلال والعدوان» وإيقافها عند حدّها.

ويأتي التحرك العالمي، في خطوة نوعية وشاملة، بعد تظاهرات واعتصامات لم تتوقف منذ أن اندلعت آلة الحرب التي تفتك بالاطفال والنساء وكبار السن، الذين فضَّلوا الموت، على مغادرة مساكنهم او حتى اولادهم، المنخرطين في المقاومة، ويقاتلون على ارض غزة، التي تحولت الى مقبرة للغزاة، ومحطة إذلال لا يرقى الشك اليها في قتل الجنود الذين ظنوا في يوم ما ان بمقدورهم ان يهاجموا ويقتلوا ويعتقلوا ويحتلوا من دون ان يمسّهم احد بضير او ضيم او حتى خدوش جروح بسيطة..

 

انتهى زمن الجيش المتمرِّد على كل الشرائع، والزاعم انه مسلح بقوة اللاقهر، والانتصار وهزيمة «البوهيم» اي الشعوب الاخرى، التي لا تعني له شيئاً ولا تساوي مقدار ما تساوي سائر الحياة..

شعر الاسرائيلي، المحتل والغازي والمهاجم والمدجج بالسلاح ان في الجبهات رجالاً قرروا المواجهة حتى الاستشهاد، وان اقدامهم ثابتة في ارضهم وارض آبائهم واجدادهم، فبدأ الجنود يتساقطون كأكوام الذباب، والدبابات من نوع ميركافا المتطورة تحترق، والجرافات التي تمهد السواتر وترفع الحواجز، ليتمكن جيش الغزو من التقدم، تحترق ايضاً وتتعطل..

وتنقل التقارير عن ارض المعركة، صراخ الجنود وهروبهم بدباباتهم وبكائهم وهم يشاهدون رجال المقاومة الملثمين، يسدّدون اليهم الضربات بالاسلحة المباشرة والقذائف الصاروخية والعبوات الناسفة والألغام..

اثبتت حرب غزة نذالة الجيش الاسرائيلي، وجبن جنوده من ضباط ورتباء وجنود عاديين او احتياطيين دُعوا الى الخدمة، لايام، فاذا بها تمتد شهوراً، وآخذة بالمزيد، من دون تحرير رهينة واحدة بالحرب، او دخول نفق واحد من انفاق غزة، التي وفرت مقومات المواجهة والصمود لحركات المقاومة هناك، بدءاً من «حماس» الى «الجهاد» وسائر الفصائل المقاتلة الاخرى.

يتباهى الجيش المتوحش، والذي يعبّر عن اقسى اشكال الهمجية بأن قيادات للمقاومة المسلحة سقطت في ارض المواجهة.. وما الغريب او العجيب، هذا يعني ان المقاومة بعناصرها ومجاهديها وقياداتها رهنوا انفسهم للتحرير والنصر او الاستشهاد والموت..

ويتباهى جيش الاحتلال بأنه تقدم امتاراً باتجاه مستشفى الشفاء، او خان يونس او جباليا، سواء في شمال القطاع او جنوبه، متناسياً ان غزة احتلها الجيش الاسرائيلي مع الضفة الغربية لنهر الاردن، فضلاً عن سيناء المصرية والجولان السوري وصولاً الى مزارع شبعا عام 1967 خلال 6 ايام اي مساحات تفوق الـ100 كلم2، وهو الآن يعجز عن التقدم امتاراً بعد حرب اقتربت من الـ70 يوماً، وبأعداد عسكرية تقترب من النصف مليون وبأسلحة بالغة التطور، مرسلة من الترسانات الاميركية، وآخرها بين 16 الفاً و45 ألفاً من القذائف، لدبابات الميركافا..

تبدّل الزمن، وإن كانت سمة حياة اسرائيل على ارض فلسطين القلق، وهاجس الامن، والقوة العسكرية، والحروب، وها هي الحرب الفلسطينية – الاسرائيلية الجارية الآن، التي يمكن اعتبارها بالحرب السابعة او الثامنة بين العرب واسرائيل، بما فيها حرب لبنان عام 2006، تتحول الى حرب فاصلة، بين حروب كان النصر او نصف النصر فيها لاسرائيل، وحرب ليس امام اسرائيل فيها سوى الهزيمة، طالت الحرب اكثر من شهرين او ثلاثة او حتى نصف سنة او سنة.. فصواريخ المقاومة علامة فارقة في تحولات الحرب والصراع، وهبّة العالم لنصرة الشعب الفلسطيني أطاحت بالتعاطف المترتب على «بروباغندا الهولوكست».

إن عقارب ساعة التاريخ آخذة بالدوران لمصلحة شعب فلسطين التوَّاق الى الحرية والدولة المستقلة الآمنة.. وعندها فقط، يبدأ الكلام عن أمن اسرائيل وحدودها ودورها الذي وحده سترسمه بنادق المقاومة.. وليس دعم واشنطن ولندن لدولة الاغتصاب والاحتلال..