كما تفعل إسرائيل بمدينة غزة من إبادة للشعب الفلسطيني، وتدمير كامل لمدن ومخيمات القطاع كله، باشرت بتنفيذه ضد الشعب اللبناني أيضاً.
فعملية التدمير التي تقوم بها عند الشريط الحدودي، من هدم كامل للقرى اللبنانية التي تقع على الشريط الحدودي، مروراً بالمدن، وهنا أعني مدينة النبطية ومدينة مرجعيون ومدينة صور وعدد كبير من القرى اللبنانية الأخرى، فإنّ هذه هي الخطوة الأولى في المخطط الإسرائيلي.
أما المخطط الثاني فهو الانتقال الى البقاع الشرقي والغربي والشمالي والأوسط وتحديداً ما فعلته اليوم في مدينة بعلبك ومحيطها، حيث طلبت إخلاء مدينة بعلبك ودورس وغيرهما، والمخطط هنا عملية تفتيش عن مستودعات الأسلحة ومنها الى تعلبايا وعدد كبير من القرى في البقاع مثل الهرمل وشمسطار ورياق. وهم لم يتركوا قرية واحدة في البقاع الشمالي إلاّ ويحاولون تدميرها بحجة تدمير سلاح «الحزب»… ومن هناك ينتقلون الى البقاع الغربي والأوسط والشرقي.
بمعنى أدق، هم يحاولون تدمير القرى والمدن والبنى التحتية فيها، حتى لا يتركوا في لبنان مكاناً آمناً يلجأ إليه المواطن… كل هذا حبّاً بإبادة الشعب اللبناني، كما فعلوا بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة. فإسرائيل لا تقوم إلاّ بالعنف والقتل والتدمير.. وتاريخ مجازرها معروف بدءاً بدير ياسين والطنطورة وغيرهما.
الخطوة الثالثة: تدمير منهجي لضاحية بيروت الجنوبية عبر الغارات اليومية، وتدمير أبنية بكاملها بحجة وجود مستودعات أسلحة… لقد بات المخطط الإسرائيلي الذي تريد الدولة العبرية تنفيذه مكشوفاً وهو تدمير سلاح حزب الله، وتحت هذه الذريعة تحوّلت بعض القرى والمدن اللبنانية كما يقولون «على الارض»، أي إنها لم تعد موجودة أصلاً.
من ناحية ثانية، فإنّ عملية «الصيد» التي يقوم بها سلاح الطيران الاسرائيلي بالاستفادة من «الداتا» الموجودة.. حيث لا يتحرّك أي إنسان في لبنان إلا ويكون مراقباً ومستهدفاً من الجيش الإسرائيلي… وبالفعل، يكاد لا يمر يوم واحد إلاّ ونشهد عملية اغتيال لعناصر من «الحزب»، بحجة ان المستهدف مسؤول عن المسيّرات، وذاك مسؤول عن الصواريخ، الى ما هنالك من ادعاءات فارغة ووهمية حتى تحقق إسرائيل جرائمها المعدّة سلفاً.
اما النقطة الأخرى التي يمارسها الاسرائيليون فهي عدم دخول القرى والمدن واحتلالها، لأنّ تجاربهم السابقة كانت فاشلة عام 1978 و1982 يوم احتلوا بيروت واضطروا للانسحاب منها لأول مرّة في التاريخ وهم انسحبوا من لبنان عام 2000.
المخطط اليوم هو تدمير أكبر عدد من المباني وقتل أكبر عدد من المواطنين، وتدمير ما يمكن تدميره بحجة تدمير أسلحة «الحزب».
أما بالنسبة لموعد انتهاء العمليات العسكرية، فيبدو أنه مؤجّل الى ما بعد عملية انتخاب رئيس جديد في الولايات المتحدة الأميركية.
نقطة أخيرة… لقد أصبح لبنان معزولاً عن العالم، وبالأخص عن سوريا. لأنّ إسرائيل «قطعت» المعابر ودمرتها بحجة الحؤول دون نقل الأسلحة الى حزب الله.
وهكذا أصبحنا مطوّقين براً وبحراً وجواً والله يستر من الأعظم.