Site icon IMLebanon

أحياناً(شبح صدام يخيّم على العراق)

 

تجاوزت جرائم الحشد الطائفي الإرهابي في العراق كل تصور، وتُقدم المقاطع المصورة والأخبار فضائح التفنن في القتل والتعذيب، ومقاطع تفخر بهذه الجرائم تنبعث منها رائحة الحقد المقيتة، سيسجل التاريخ بأنها أبشع تطهير عرقي وطائفي حدث في العالم، تجاوز جرائم بورندي وفي كمبوديا أيام الخمير الحمر.

وفي محاولة بائسة لصرف الأنظار عن جرائم الحشد الإرهابي ضد السنّة العرب العراقيين، ظهر رئيس منظمة بدر، التي تقود هذا الحشد، هادي العامري ليصرح لـ «رويترز» قائلاً أنه كان سيقاتل مع صدام لو علم أن «داعش والقاعدة» هما البديل.

كما تغاضى العامري عمداً عن سبب ظهور «داعش»، وماذا عمل نوري المالكي حليفه المعروف بسياساته الطائفية، الدكتاتور الذي صنعته إيران ثم اضطرت إلى سحبه موقتاً، عمل نوري المالكي على تهيئة الفرص لظهور «داعش» بنظام الاجتثاث وفرق الإعدام الطائفي، ثم في تعامله المسلح مع اعتصامات الأنبار، التي وقتها كانت لا تتعدى مطالبات بحقوق مدنية، لتعرض مسرحية الانسحاب وتسليم الأسلحة والمعدات لتنظيم داعش.

في رحلاته إلى العاصمة الإيرانية طهران لا يعلم هل قابل هادي العامري بعضاً من قادة «القاعدة» الذين آوتهم وتؤويهم إيران وهل نسق معهم! إن من المثير للسخرية أنه يعلم أن النظام الإيراني هو النظام الوحيد الذي استقبل قادة القاعدة ووفر لهم الملاذ الآمن بعد هربهم من أفغانستان! لماذا يا ترى آوتهم إيران.. للسياحة مثلاً!؟

كما يستخدم ويستغل النظام الإيراني اللاجئين الأفغان في الأراضي الإيرانية جنوداً لحروبه الطائفية في العالم العربي استخدم تنظيم القاعدة الإرهابي، وساعد واحتفل بظهور «داعش»… صورة أخرى للشيطان الأكبر.

إياد علاوي السياسي العراقي «الشيعي» المصنف علمانياً أيضاً تذكر مرحلة صدام في إشارة إلى الطريق المسدود الذي وصلت إليه مسرحية تسليم العراق لإيران، وهو طريق مشبع بالدم والسحل الطائفي.

هل هي مصادفة أن يُجمع عدد من الساسة الشيعة العراقيين ممن هم في صدارة المشهد السياسي على ذكر صدام بـ «الخير»، من هادي العامري رئيس الحشد الإرهابي الطائفي إلى إياد علاوي المعتدل إلى عزت الشهبندر؟

ليست مصادفة بالتأكيد، لكنه الهرب إلى الأمام وعدم القدرة على إعلان السبب الرئيس لبركة الدماء التي يغوص فيها العراقيون منذ الغزو الأميركي. إنهم لا يستطيعون القول إن نظام طهران هو السبب، فهذا من المحرمات.