IMLebanon

لماذا لا تفتح جبهة الجولان؟

 

منذ ستين عاماً ونيف 1948 عام النكبة الفلسطينية ولبنان يتحمّل عن العرب كل العرب تداعيات تلك النكبة، التي لا تزال آثارها الى اليوم.

احتضن مئات الآلاف من الفلسطينيين إلتزاماً منه بالقضية وبالعروبة، وتحمّل في تلك السنوات أكثر من عدوان وأكثر من اجتياح من العدو الاسرائيلي، وصمد وبذل كل إمكاناته لدفع العدوان.

ثلاثة حروب واجهها الوطن الصغير 1978- 1982- 2006 وما تخللها من ضرب لبناه التحتية وتدمير لمنشآته الحيوية ولا يزال صامداً في وجه العدو…

ألم يحن لهذا الوطن أن يرتاح؟ أما آن الأوان لينهض ويستعيد ألقه؟ ألم يكن يسمّى في وقت من الأوقات «سويسرا الشرق»؟

هذا اللبنان أدّى رسالته العربية وأكثر.

وهناك سؤال يتردّد بين الناس جميعاً منذ زمن بعيد كلما شعر اللبنانيون أنّ هناك حرباً ستقوم بها إسرائيل ضد لبنان.

صحيح أنّ إسرائيل عدو للبنان خصوصاً وللعرب عموماً ولكن يبقى السؤال: ألم تكفِ التضحيات التي قدّمها اللبنانيون كافة على جميع الأصعدة كشهداء وكبنى تحتية وكاقتصاد؟!. وللتذكير يكفي أنّ نذكر أنه في حرب تموز 2006 بلغت الخسائر اللبنانية 5000 قتيل وجريح من المدنيين ومن الجيش و5 مليارات دولار مقدار كلفة الدمار الذي ألحقته إسرائيل في البنى التحية.

نعود الى جماعة المقاومة والممانعة التي يترأسها المجرم بشار الأسد، ونعود أيضاً الى اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني الذي كان سبب إنشائه كما ادّعى آية الله الخميني هو استرجاع فلسطين وتحرير القدس.

خلال 6 سنوات بلغ عدد المواطنين السوريين الذين قتلهم المجرم بشار الأسد ومعه اللواء قاسم سليماني ومعهم أيضاً «حزب الله» حوالى المليون.

والسؤال هنا أيضاً: لو كانت هذه الحرب التي قاموا بها ضد الشعب السوري قاموا بها ضد إسرائيل ألم يكن أفضل؟ ثم هل كانت إسرائيل تبقى في مثل هذه الحرب؟

المشكلة أنّ «حزب الله» يقول إنّه حزب لبناني فلنحاول أن نصدّقه ونسأله إذا كان لبنانياً فمن المفروض أنه يخاف على بلده ويخاف على شعبه ويخاف على اقتصاده ويخاف على أمنه… وطالما أنّ هناك جبهة في الجولان وهي مفتوحة له ومعه «فيلق القدس» ومعه الممانع الأوّل والمقاوم الأوّل الذي لا يقوم بهذا الدور إلاّ ضد أهله وشعبه وأعني هنا المجرم بشار الأسد.

اليوم اللبنانيون الموجودون في المملكة العربية السعودية يبلغ عددهم 500 ألف، وهناك 300 ألف لبناني آخر في دول الخليج، هؤلاء المواطنون وضعهم صعب لأنّ «حزب الله» لا يترك يوماً واحداً أو مناسبة واحدة إلاّ ويتهجّم على حكام المملكة ويسمّيهم بالاسم! والأنكى أنّ خطابات السيّد حسن نصرالله أصبحت في الآونة الأخيرة كلها موجهة مباشرة ضد آل سعود وبنبرة عالية وكلام غير مقبول… والإعلام الخاص بالممانعة والمقاومة نسيَ إسرائيل وأصبح همّه الوحيد توجيه شتائم الى حكام المملكة العربية السعودية وإلى حكام دول الخليج في وقت ينسون العدو الاسرائيلي.

نعود لنقول الى «حزب الله» لو كنتم لبنانيين وتغارون على مصلحة لبنان وتريدون فعلاً تحرير القدس وتريدون محاربة إسرائيل، فلماذا لا تأخذون صواريخكم التي تهددون بها إسرائيل الى الجولان وتحققون ما تدّعون به وترددونه يومياً على المنابر وفي مختلف المناسبات.

بعبارة صريحة: حبذا لو تتركون لبنان وأهله بحالهم لأنّ اللبنانيين ما زالوا يضّحون على مدى 69 سنة ضد إسرائيل ودفعوا الأثمان الغالية على الأصعدة كافة، وحبذا لو تتركون لبنان وتذهبون الى الجولان، هذا إذا كنتم صادقين بأنكم تريدون محاربة اسرائيل.

عوني الكعكي