IMLebanon

حكومة أكل العنب أو قتل الناطور؟

 

رئىس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري قد لا يكون بحجم رؤساء الحكومة السابقين، مثل رياض الصلح وصائب سلام وسامي الصلح ورشيد كرامي، وسليم الحص، أطال الله بعمره، ولكنه في وضع لبنان المأسوي الحالي هو رئىس الحكومة الافضل تمثيلا في بيئته السنيّة وعند الطوائف والمذاهب الاخرى بصرف النظر عن العثرات التي وقع فيها مختارا او رغما عنه، والتعقيدات التي يمرّ بها الرئىس المكلّف حسّان دياب الذي يصرّ على تشكيل حكومة من اختصاصيين مستقلين، تؤشر الى ان الجهات التي اختارته لتشكيل الحكومة الجديدة، كانت تريده ان يكون حصان طروادة ضمن بيئته وعند البيئات الطائفية الاخرى، وهذا الدور كشفته التصريحات التي صدرت عن هذه الجهات عندما قالت انها «قدمت له كل التطمينات والتسهيلات» ويتبين من تمسكها بحقائب معيّنة وبتوزير اشخاص منتمين لها او مرتبطين بها انها لا تريد اكل العنب، بل تريد «قتل» الناطور لأن من يريد «اكل العنب» كان استراح في بيته لمدة ستة اشهر، وترك سعد الحريري او حسان دياب، او مطلق رئىس حكومة اخر، يقوم بمهمة انقاذ البلد مع وزراء يختارهم ويشكلون معا حكومة متعاونة متجانسة نظيفة الكف تحظى بثقة الشعب اولا وبالدول الشقيقة والصديقة المستعدة لإثبات صداقتها بالفعل وليس بالكلام الذي لا يصرف بأي مكان ثانيا.

 

* * *

 

في الوقت الذي يصطدم به الرئىس دياب بأكثر من عقدة، تبدأ بالعقدة السنيّة، المتوترة شعبيا على الارض، والغائبة عن «اهتمامات» دار الافتاء، لأسباب ما زالت مجهولة، ولا تنتهي بالعقدة الدرزية التي قد تنتهي بعقدة ميثاقية في حال اقتنع الحزب التقدمي الاشتراكي، صاحب اكبر كتلة درزية عن المشاركة في حكومة دياب – اذا نجح في اجتياز العقد الاخرى – لأن هناك عقدة مسيحية، مع ما ينقل عن تمسّك التيار الوطني الحرّ، بجميع الوزراء المسيحيين، باستثناء وزير واحد من حصة تيار المردة تنتظره ايضا متاعب اخرى اكثر تعقيدا في حال تجاوز العقد التي اخّرت تشكيل الحكومة، مثل ملف الاموال التي تم تحويلها الى الخارج في «عزّ» الازمة النقدية «وتقّدر قيمتها بستة مليارات دولار ونصف المليار، وقد يكون من بين «المحوّلين» من هم على علاقة سياسية بوزراء اختارهم دياب او اختارهم من اختار دياب.