بدلاً من ان تهدد السلطة، بجميع درجاتها، المواطنين بأنها سوف تأخذ تدابير موجعة، لماذا «لا تهزّ» نفسها وتعالج القضايا الطارئة وأخذ موقف منها بجرأة وشجاعة وسرعة ووطنية، بعيداً من الاعتبارات السياسية التي فرضت قيام هذه الحكومة التي من الظلم للشعب اللبناني، ان تعطى فرصة أكبر مما اعطيت، ومن المفيد في هذا الصدد أن اشير الى تصريح للنائب ابراهيم كنعان رئيس لجنة المال والموازنة قال فيه أن «الحصانات والتدخل في القضاء» يحولان دون تحقيق مكافحة الفساد، كما يمكن الاشارة ايضاً الى موضوع «فيروس الكورونا» الذي يعالج بسطحية وبتعتيم وبخوف من أخذ اجراءات تحمي لبنان فضائياً وبحرياً وحدودياً من فيروس قد يتحوّل الى وباء، على ما اعلنت الدوائر المسؤولة في الامم المتحدة، مع العلم ان دولاً عربية وغير عربية أقفلت حدودها وفضاءها لمنع انتشار الفيروس في اراضيها.
امّا بالنسبة الى موضوع الكهرباء التي كلفت لبنان حوالى 50 مليار دولار، وليس هناك كهرباء الا بالقطّارة، وهي من اوليات الشروط التي تفرض الدول المانحة معالجتها، تقف منها الحكومة العاجزة وكأن الأمر لا يعنيها، ومن المستغرب جداً ان وزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني قالت في تصريح لها ان «الناس يريدون حلولاً لا افتراءات» والسؤال من منعها ومنع من سبقها على ايجاد الحلول، وانهاء هذا الورم الخبيث.
* * * *
اذا كانت الحكومة ومن أوجدها يعرفون أن الدول العربية والدول الاجنبية التي أبدت استعدادها لمساعدة لبنان لن تقوم بهذه الخدمة فتلك مصيبة، واذا كانوا لا يعرفون فتلك مصيبة أكبر، لأنهم سينتظرون طويلاً من دون فائدة.