IMLebanon

حكومة تشارين!  

 

تحتاج الدّولة بعد إلى ستّة أشهر تضمن فيها تعذيب الشعب وتكفيره وتجويعه ليتمكّن لبنان من المحافظة على ما تبقّى من احتياطاته، والعبقري الذي فكّر بهذا الحلّ لم يكشف عن اسمه اكتفى بوصف «مصدر رسمي» صرّح بعبقريّته لوكالة عالميّة، الحلّ في تشكيل حكومة، ولكن!!

 

هناك استحالات حقيقيّة ملامحها واضحة جدّاً أمام اللبنانيّين، لا حكومة هذا هو الواقح الصريح، والذي يمنع إنجاز حكومة واضح وجدّاً، حزب الله يمنع تشكيل حكومة قادرة على إنقاذ لبنان، وبالتأكيد هذا أمرٌ يُخرج لبنان من قبضته، لم تعد دول العالم تستسيغ اللازمة التي يرددها الفرقاء اللبنانيّون عن كون حزب الله جزء من النسيج اللبناني ويمثل شريحة لبنانيّة هذا كلام حقّ يراد به باطل لأنّه لا يورد حقيقة تبعية حزب الله وارتباطه العضوي بإيران ووكيلها في لبنان، هذا الكلام يشبه تلك اللازمة التي كان يفرضها الاحتلال السوري عن وجوده في لبنان «شرعي ومؤقت وضروري»!

 

لا حكومة تكنوقراط ولا حكومة إختصاصيين ولا حكومة سياسيّة ولا حكومة أقطاب، جرّب حزب الله حكومة اللون الواحد وفشل، هذه المرّة يريد مساعدات دول العالم ولكن لن يعطيهم أكثر من حكومة «مخردقة»، غير هذا «ستين عمرو ما يكون في حكومة»حزب الله مشغول في العقوبات الشديدة المقبلة على إيران، طبعاً سياسة أميركا في موضوع العقوبات أثبتت فشلها، ودفعت ثمنها الشعوب التي استنزفت إيران بلدانهم من العراق إلى غزة إلى سوريا ولبنان الذي يدفع ثمناً باهظاً جداً بسبب حزب الله ولا يزال!

 

لا مجتمع دولي عنده قابليّة لتصديق المسؤولين اللبنانيين؟ ولا مجتمع دولي يعطي كلام المسؤولين اللبنانيّين قيمة واعتباراً، وهؤلاء بلغوا مرحلة من الفجور يخدعون فيها أنفسهم وشعبهم ودول العالم الثالث، عملياً نحن عاجزون عن إنقاذ أنفسنا، المشاهد المخيفة التي نتابعها آتية من منطقة بعلبك بين عشيرتين وفلتان السلاح إلى حدّ مرعب يجعل الجميع يدرك في لبنان أنّ البلد تحوّل إلى مستودع للصواريخ الإيرانيّة وجبهة متقدّمة لإيران من دون أن يأخذ حزب الله حتى رفض الشعب اللبناني لأجندته الانتحاريّة بعين الاعتبار!

 

لطالما كان اللّسان الإيراني ناطقاً بمنتهى الوقاحة هل تذكرون عندما أعلن القائد العام للحرس الثوري الإيراني محمّد علي جعفري في خطاب له أمام تجمّع في جامعة طهران أنّ: «الأسد بالنسبة لسوريا كالمرشد الأعلى للنظام الإيراني (…) هذا الموقف هو موقف المرشد الأعلى والحرس الثوري (…) نحن لا نرى شخصاً يأتي بعده»، ينطبق هذا الكلام على ما فعله ويفعله حزب الله في لبنان، هل تذكرون عندما انفجر النائب المفصول من النيابة ومن حزب الله نواف الموسوي في المجلس النيابي معلناً بوقاحة شديدة أن ميشال عون رئيساً للجمهورية بفضل سلاح المقاومة، كذلك تشكيل الحكومة اليوم من سيكون رئيساً للحكومة ومن سيكون وزيراً في هذه الحكومة وكل قرار ستتخذه هذه الحكومة سيكون بفضل وبقدرة وبقوة حزب الله!!

 

ويأتي وسط كل المخاطر التي تحيط بلبنان نجد أنّ وباء كورونا يتوحّش في أرقام انتشاره في لبنان، بالأمس صدر كلام عقلاني عن النائب وائل أبو فاعور في اتصال مع وزير الداخلية محمد فهمي طالبه فيه بإعلان الإقفال التام في وجه كورونا، ونجد أن من واجبنا التأكيد على أهمية اقتراح أبو فاعور ونطالب وزير الداخليّة «الآدمي» برفع الصوت ومطالبة الحكومة بـ»الصحصحة» فبغمضة عين سنتجاوز الـ 1500 إصابة يومياً وسنتخطاها إلى الـ 2000، لن نموت من الجوع إن أقفل البلد إقفالاً تاماً لمدة أسبوعين، لأننا ذاهبون بسرعة البرق نحو النموذج الإسباني، بالأمس غرّد وليد جنبلاط محذّراً من أن إنكار وجود الكورونا إنتحار… أقفلوا البلد ولا تتركوه ذاهب إلى مصرعه لأنّ الجميع لا يفكّر إلا بـ»المصاري»، أقفلوه وارموا المفتاح في البحر أيضاً!