IMLebanon

أيام حاسمة

 

ترك الرئيس سعد الحريري انطباعاً أكيداً بأنه يتجه الى  موقف حاسم في الأيام، وربما في الساعات المقبلة، مشدداً على أنه سيبادر أولاً الى مروحة مشاورات بين غير جهة، ذاكراً رؤساء الحكومة السابقين ورئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري، واصفاً العلاقة بين بيت الوسط وعين التينة بعبارات بلغت حد التماهي بقوله: نبيه بري هو سعد الحريري وسعد الحريري هو نبيه بري… وهذه هي ذروة التعبير عن وحدة الموقف السياسي.

 

من السابق لأوانه الكلام على التفاهم، منذ اليوم، على وحدة القرار بين الرجلين من انتخابات رئاسة الجمهورية. إلا أنه من السذاجة، في الوقت ذاته، تجاهل هذه الإشارة الواضحة جداً بالنسبة الى السير معاً نحو بناء تحالف كبير يشكل بري والحريري نواته الصلبة.

 

والذين يتحدثون عن تعذر قيام هكذا تحالف إلا بموافقة حزب الله نحيلهم الى الانتخابات الرئاسية الأخيرة وما تميزت به من موقف مغاير لموقف الحزب اتخذه الرئيس بري الذي لم يدعم ترشح العماد ميشال عون. بل الأبعد من ذلك، فقد عارضه بقوة.

 

ونعود الى الموقف المرتقب أن يتخذه الرئيس المكلف في القريب العاجل. ولا نود أن ندخل في بازار التوقعات، وإن كان ما ورد عن مصادر المستقبل أوحى بترجيح الاعتذار… وفي هذه النقطة اذا كان لنا أن نبدي رأياً فإننا نتوجه الى الرئيس نبيه بري لنناشده بأن يمدد مبادرته  التي يبدو أن الأبواب مقفلة أمام أي مبادرة سواها، على أن يعززها باقتراحات جديدة.

 

إننا نقول هذا وفي تقديرنا أن اعتذار الرئيس سعد الحريري لن يسهم في حل العقد. فمن الواضح أن السقف الذي وضعه الرئيس المكلف في مسألة التشكيل لن يكون في قدرة أي رئيس مكلف بعده، أن يتخطاه. ويخطئ الذين يراهنون على العكس.

 

فعلاً أنها مرحلة حاسمة، مصيرية، غاية في الدقة والخطورة.

 

وحمى الله لبنان.

 

ولكن على اللبنانيين أن يبادروا، بأنفسهم، الى حماية وطنهم .طبعاً لسنا نطلب ذلك من الفقير المعدم العاجز عن إيجاد اللقمة .ولا من المريض الذي يبحث بالفتيلة والسراج عن حبة الدواء، فلا يجدها .ولا من الذين يقضون على أبواب المستشفيات. ولا من الواقفين في الصفوف الطويلة الممتدة على امتداد الشوارع والطرقات ليحصلوا على بضعة ليترات من البنزين…

 

إنما نطلبه من الذين يديرون شؤوننا، ولكنهم فعلاً لا يديرون شيئاً، ولا حتى الأزمات المتناسلة.