تستمر أجواء المراوحة في الشأن الحكومي في ظل إنسداد الأفق أمام حركة الاتصالات والمشاورات الجارية من اجل إعادة تفعيل جلسات مجلس الوزراء.
ليس في المعلومات عن حركة الاتصالات تلك ما يشي بأن الأزمة الحكومية متجهة إلى حل قريب، كما تستبعد مصادر وزارية ان يتجه رئيس الحكومة تمام سلام الى توجيه دعوة الى الوزراء لحضور جلسة حكومية هذا الأسبوع، وهو لم يفعل ذلك يوم السبت الماضي كما هو معتاد عندما ترفق الدعوة مع جدول الاعمال، كما انه لن يفعل ذلك اليوم، بما ان جدول الاعمال موزع مسبقا، علما ان الرئيس سلام يعتزم القيام بزيارة رسمية الى القاهرة قبل بدء شهر رمضان، اي خلال اليومين المقبلين حيث ستكون له لقاءات مع الرئيس المصري وكبار المسؤولين، ما يعني عمليا ان الملف الحكومي رُحل الى الأسبوع المقبل في إنتظار بلورة أي تطورات محتملة مرتبطة بالشأن الداخلي او بالتطور الإقليمي المرتقب نهاية هذا الشهر موعد التوقيع النهائي على الاتفاق النووي.
وإذا كانت كل المواقف ولا سيما من جانب زعيم “التيار الوطني الحر” العماد ميشال عون تشي بأن لا نية لديه للتراجع عن تصعيده حيال الملف الحكومي، بل بالعكس يتجه الى مزيد من التصعيد متكئاً على دعم حليفه “حزب الله” من جهة وعلى تزخيم التحركات الشعبية في إتجاه الرابية من جهة أخرى، فإن مصادر سياسية أبدت إستغرابها للتعطيل الحكومي المتعمد من قبل عون، فيما تقابله حركة ناشطة لوزير الخارجية جبران باسيل في الخارج لا تعكس المناخ التصعيدي للتيار البرتقالي. وتوقفت المصادر عند الزيارة الأخيرة لباسيل لكندا والنتائج التي تكشفت عنها. إذ نقلت المصادر انزعاجا من السلطات الكندية حيال مقاربة وزير الخارجية للموضوع اللبناني ولأزمة اللاجئين السوريين ولموضوع إسرائيل. وقالت ان الجانب الكندي يعتزم إبلاغ السلطات اللبنانية بمضمون المداولات وتسجيل إنزعاجه من بعض المقاربات ومنها موضوع دعم اللاجئين السوريين وطلب المساعدات لهم واستضافة كندا جزءاً من هؤلاء.
ولم يتسنّ “النهار” الاتصال بالسفارة الكندية في بيروت للوقوف على الموقف الكندي الرسمي من هذه المسألة.
وعلم ان التأزم الحكومي سيحضر على طاولة الحوار التي تنعقد غدا في عين التينة بين تيار “المستقبل” و”حزب الله”، من اجل بلورة موقف الحزب من الحكومة خصوصاً انه كانت له مواقف داعمة للعماد عون في قراره تعطيل الجلسات الحكومية. والسؤال: هل الحزب جدي في تعطيل الحكومة أم سيكون له موقف يساهم في عودة حليفه عن تصعيده تمهيدا لتفعيل العمل الحكومي؟ مع العلم ان تصعيد عون ترافق مع موقف علني صريح لنائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم يضع فيه المجلس النيابي والقوى السياسية أمام خيارين: إما انتخاب عون رئيساً للجمهورية او لا رئيس، وهو موقف رأت فيه مصادر في كتلة ” المستقبل” إستفزازا، خصوصا وان التيار لا ينفك يدعو الى انتخاب رئيس توافقي للبلاد، وهو ما لم يمثله عون يوما بالنسبة الى فريق الرابع عشر من آذار، وقد زادت تسمية الحزب له مرشحا وحيدا التأكيد ان عون مرشح فريق سياسي ولا يمكن ان يوصف بالتوافقي.
ورأت المصادر ان مثل هذا الموقف من الحزب يعكس عدم وجود نية لتفعيل الوضع الحكومي، خصوصا ان كتلة “المستقبل” كانت أبلغت كل القوى السياسية التي التقتها أخيرا رفضها تعيين قائد جديد للجيش قبل انتخاب رئيس للجمهورية.