IMLebanon

الحكومة مجدداً في مهبّ الريح

 

يقول مرجع سياسي أمام زواره، أنه ليس في وارد الكشف عن مرشحيه وتحالفاته الإنتخابية، وإن كان بعض المرشحين محسومين ومعروفين في الوسطين السياسي والشعبي، باعتبار أن من يحدّد مصير التحالفات الإنتخابية هو ما يمكن أن يحصل في المنطقة خلال الأسابيع القليلة الفاصلة عن نهاية العام الجاري. وينقل زوار المرجع السياسي عنه، أنه يملك معلومات عن تراجع مناخ التوافق الأميركي ـ الروسي الذي كرّسته اتصالات أميركية ـ روسية حصلت بعد قمة هامبورغ، وكانت تدفع بقوة نحو التسوية للحرب السورية. ولكن ما جرى في الآونة الأخيرة، قد أعاد الأمور إلى الوراء، كما يقول المرجع نفسه، إذ يشير إلى أكثر من محطة غير بريئة من حيث التوقيت حصلت على مسرح العمليات العسكرية السوري، وساهمت في إيجاد توازنات جديدة، ومن أبرزها ما حصل على الحدود السورية ـ التركية في الساعات الـ 48 الماضية، وصولاً إلى الإنفتاح الروسي على المملكة العربية السعودية. وكشف أن كل هذه العناوين تبقي لبنان في موقع الإنتظار والترقّب، وهو ما ينسحب بقوة على عملية التحالفات الإنتخابية، حيث تتريّث المرجعيات في الكشف عن تحالفاتها وبرامجها، على اعتبار أن ما سيحصل في سوريا في الأسابيع المقبلة ستكون له ارتدادات قوية على الداخل اللبناني، وبشكل خاص على مصير الإستحقاق الإنتخابي، لما ينطوي عليه من عملية تغيير في البيئة السياسية اللبنانية، وذلك لجهة تحديد الأحجام، كون المجلس النيابي الجديد هو الذي سيحدّد المسار السياسي العام وينتخب رئيس الجمهورية المقبل، ويمسك بقرار العلاقات مع عواصم القرار في المنطقة والعالم.

وفي سياق متصل، أبدى قيادي سابق في 14 آذار، خشيته على الإستحقاق النيابي، متوقّعاً تطييره مرة جديدة، إلا إذا جرى إدخال تعديلات جوهرية على القانون الإنتخابي الجديد، وذلك بشكل يسمح بتوقّع النتائج لجهة الربح والخسارة مسبقاً. ويؤكد القيادي، أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، وجّه رسالة قوية إلى القوى التي تتخوّف من نتائج الإنتخابات النيابية المقبلة، من خلال طرح تقصير مدة ولاية المجلس الحالي، بعدما صار واضحاً لدى الجميع أن مصير الإنتخابات في أيار قد يكون شبيهاً بمصير الإنتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس. وعزا القيادي السابق في 14 آذار، هذا الواقع إلى حاجة كل من «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» إلى فترة من الوقت للتكيّف مع التحوّلات في الخطاب السياسي والبرامج.

من هنا، فإن زوّار المرجع السياسي، يعتبرون أن ما ستشهده المنطقة هو الذي سيقرّر مصير هذا الإستحقاق، وليس الأطراف الداخلية، محذّراً في الوقت نفسه من مؤشّرات سيناريوهات التفتيت والتقسيم التي بدأت تظهر في أكثر من ساحة مجاورة، والتي ستؤخّر أي تسوية سياسية للحرب في سوريا أولاً، وستشعل الحدود من العراق إلى سوريا ثانياً. وخلص المرجع نفسه، إلى أن التحوّلات الإقليمية المريبة، وتحديداً على المستويين العراقي والسوري، ستهدّد الواقع الحكومي الحالي، على الرغم من حال التهدئة التي برزت أخيراً، مما يضع حكومة «الوحدة الوطنية» مجدّداً في مهبّ الريح.