Site icon IMLebanon

المطلوب من الحكومة ارسال اشارات ايجابية للمجتمع الدولي

 

تطرح أوساط ديبلوماسية غربية في بيروت أسئلة حول قدرة حكومة «إلى العمل» على الصمود في وجه خارطة الألغام والمطبّات التي تعترضها منذ ما قبل انطلاقتها في العمل، وهي ليست في الضرورة ألغاماً داخلية فقط مثل الصراع على محاربة الفساد، بل هي خارجية أيضاً، وفي مقدمها الإصطفاف الغربي الذي نشأ غداة قمة «وارسو» الأخيرة، والتي كانت أولى مفاعيلها القرار البريطاني ضد «حزب الله»، والذي قد يستتبع، وفق ما كشفت الأوساط نفسها، بإجراءات وتدابير جديدة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تستهدف الحزب مجدّداً، وذلك في سياق التناغم بين واشنطن ولندن، كما أطرافاً دولية وإقليمية ضد إيران في الدرجة الأولى. لكن الأوساط الديبلوماسية الغربية ذاتها، تستدرك مشيرة إلى أن الردّ الفرنسي السريع على الموقف البريطاني، كما الموقف الأوروبي من نتائج قمة «وارسو» في الأصل، يحملان دلالات مهمة على اتجاهات الدول الأوروبية أو أعضاء الاتحاد الأوروبي، والتي تبتعد أو تتمايز في الحد الأدنى عن الموقف الأميركي المتشدّد ضد «حزب الله».

 

وإذ تؤكد هذه الأوساط، أن تأثير الحصار السياسي والعقوبات الاقتصادية الغربية على الحزب، قد يكون محدوداً على مستوى الحراك الحكومي الداخلي، فهي تلفت إلى أن المعطيات المتصلة بالواقع المالي والاقتصادي والإنمائي والخلاف السياسي حول كشف ملفات الفساد في السنوات الماضية، قد تصبّ في سياق استهداف الحكومة وتضامن أعضائها، خصوصاً إذا تطوّر الإصلاح إلى ما يشبه الاستهداف السياسي لفريق من قبل فريق آخر، والذي ينذر بإضاعة زخم الأولوية التي حدّدها رئيس الحكومة سعد الحريري، وهي تقديم تنفيذ مقرّرات مؤتمر «سيدر1» على ما غيرها من ملفات وقضايا مدرجة على جدول أعمال حكومته.

 

ومقابل ما يعلنه أكثر من مصدر قريب من بيت الوسط عن عدم انعكاس «حرب الفساد» على الأداء الحكومي، وعلى الأجواء بين الوزراء على طاولة الحكومة كما برز خلال الجلسة الأخيرة، فإن الأوساط الديبلوماسية، تركّز على أن الحكومة اليوم محكومة بقرار حاسم داخلي وخارجي في آن، الأول يمنع أي تعطيل أو أي «خربطة» سياسية على خطة الإنقاذ والمعالجة المالية والاقتصادية، والثاني دولي، ويخضع لخارطة طريق إصلاحية حدّدتها الدول المانحة من أجل السير في تنفيذ الدعم وفق مؤتمر «سيدر1»، وهو ما قد وافقت عليه كل الأطراف الحكومية من دون أي استثناء، وذلك، على اعتبار أن الدعم المرتقب قد يكون الفرصة الاخيرة للانقاذ رغم انتقادات البعض له، ووصفه بالوصاية الغربية على عملية الإصلاح الداخلي التي تستعد الحكومة الجديدة لإطلاقها.

 

وفي السياق نفسه، تقول الأوساط الديبلوماسية الغربية ذاتها، أنه على لبنان إرسال إشارات إيجابية إلى المجتمع الدولي الذي يدعمه، وذلك من خلال تطبيق أجندة الإصلاح التي تحدّث عنها صراحة المبعوث الفرنسي المكلّف متابعة تنفيذ مؤتمر «سيدر1» السفير ميشال دوكان في جولاته على المسؤولين اللبنانيين في اليومين الماضيين، ولمس تجاوباً واستعداداً من الحكومة على التعاطي معها بإيجابية مطلقة، والحؤول دون إضاعة زخمها وسط تشتّت العناوين والملفات المطروحة اليوم على طاولة النقاش والسجال السياسي.