بعد خمسين يوما على بدء العهد الجديد، وبعد الفترة ذاتها الا بضعة أيام، وُلدت حكومة العهد الاولى، حكومة سيُقال الكثير عنها:
سيُقال انها آخر حكومات مجلس ال 2009
وسيُقال انها حكومة الخمسة أشهر.
مهما قيل وسيُقال، فان الحكومة الجديدة أمام اجتراح معجزتين:
الاولى، انجاز قانون جديد للإنتخابات يدفن قانون الستين وقانون الدوحة وما بينهما من قوانين لم تُرضِ اللبنانيين في أي يوم من الأيام.
والثاني، انجاز الموازنة العامة للعام 2017 حيث ان البلد من دون موازنة منذ العام 2005.
وعلى قاعدة ما تقول فول حتى يصير بالمكيول، فان الناس ينتظرون ولا يراهنون، ينتظرون لأنهم لم يعودوا يصدّقوا بسهولة، وحتى لو وُلدت الحكومة فإن الألغام التي ستعترضها ستتمثل أولاً في مضمون البيان الوزاري، اذ ستُطرح أمام اللجنة الوزارية التي ستوكل اليها مهمة صياغة البيان الوزاري، التحديات التالية: كيف ستتعاطى الحكومة مع سياسة النأي بالنفس في ظل عدم تطبيق هذه السياسة؟ كيف ستتعاطى مع ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة؟
الحكومة فيها وجوه مخضرمة ووجوه جديدة، ومن خلال قراءة اولية للأسماء فيها، يمكن استخراج واستنتاج ما يلي:
المنتصر الأول في الحكومة هو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي نال حصة الأسد: من وزير الدفاع الى وزير العدل الى وزير الطاقة الى وزير الخارجية الى وزير دولة لشؤون الفساد الى وزير دولة لشؤون رئاسة الجمهورية.
هذه الأسماء تؤكد بما لا يقبل الشك ان الرئيس عون حين يصر على شيء يناله.
الرئيس سعد الحريري نال حقائب لا يُستهان بها ومن أبرزها: الداخلية، والاتصالات، والعمل ووزارة دولة لشؤون المرأة.
رئيس مجلس النواب نبيه بري خرج منتصرا ايضاً من خلال حصوله على وزارة المال ووزارة الزراعة.
حزب الكتائب خرج خاسرا من معركة الحكومة بعدما رفض أن يتمثل بوزارة دولة.
القوات اللبنانية كانت تعد نفسها بأن يبقى وزير السياحة ميشال فرعون في وزارته، لكن ارضاء الأرمن حتّم اعطاءه وزارة دولة لشؤون التخطيط، فتمثلت بثلاثة وزراء ابرزهم غسان حاصباني للصحة ولنيابة رئيس الحكومة، ملحم رياشي للاعلام، بيار بو عاصي للشؤون الاجتماعية.
وما ينطبق على القوات اللبنانية ينطبق على التقدمي الاشتراكي حيث تسلم مروان حمادة التربية فيما كان موعودا بالعدل، والنائب أيمن شقير وزير دولة لشؤون حقوق الانسان، فيما تسلّم المير طلال ارسلان وزارة المهجرين.
في المحصلة، انها حكومة العهد الاولى، وعمرها خمسة أشهر، تحدياتها أكبر من عمرها فهل تحقق المعجزات ام ان خيبات الأمل تنتظرها؟