IMLebanon

حكومة «الطبيخ اللبناني»!  

 

«تطبيقة»، قد تكون التسمية أفضل بكثير ومعبّرة بشكل أفضل عن تشكيل الحكومة العتيدة، إنّهم «يطبقّون» الطبحة، لغة «الطبيخ» أصبحت لغة الدّبواسية اللبنانيّة مع الأسف!

 

البلد يعيش فضائح مدوّية، مرسوم «بيع الجنسيّة» اللبنانية فضيحة الفضائح، بالتأكيد الثّمن الذي دفعه «المتجنسون» ليحصلوا على الجنسية اللبنانيّة لن يذهب إلى خزينة الدولة، في الدول التي تباع فيها الجنسية تكون الشروط واضحة ومبالغ الاستثمار في مصارفها وصناعتها وعقاراتها، هل سيجيبنا أحد على السؤال: إلى جيبة من ذهبت أموال التجنيس؟! في بلد الفضائح المدوّية تصبح وزارة سياديّة «جائزة ترضية» لنائب سابق لأنّه لم يترشّح في الإنتخابات، حكومة اليانصيب هذه ستكون «فضيحة» الحكومات!

خرج تشكيل الحكومات في لبنان عن معناه وفقدت الحكومات منذ العام  2005 ـ وحتى الحكومة المزمع تشكيلها ـ دورها في كونها فريق عمل متجانس متفاهم يُدير البلاد ويؤمّن استمرارية العمل لمصلحتها لتصبح  حكومات «شي بروس شي بلا روس»، وبالتأكيد ستقف «الثنائيّة الشيعيّة» لـ»تدحش» فيها أسماء توزرّها من الطائفة السُنيّة بقوّة السلاح والتبعيّة لبشّار الأسد، وستفرض بالإكراه لتكبير حصّة حزب إيران وللقول رئيس الحكومة «أنت ما تمثّل وحدك طائفتك»!

ليس سرّاً أنّ هذه الحكومة عندما سترى النور في الأغلب الأعمّ ستكون حكومة حزب الله وحلفائه، رحم الله الرئيس رفيق الحريري عندما قال في العام 2004 يستطيعون أن يجبروني على التمديد لإميل لحود ولكن لا يستطيعون أن يجبرونني أن أكون رئيس حكومة، فهم اللعبة بعد تجربة مريرة قُيّد فيها بكلّ أنواع «التقّالات» الجاهزة لإغراق حكوماته متى صدرت لها التعليمات بذلك، خرج الاحتلال السوري ولكن حلفاءه باقون وحلّت إيران مكانه وحلفاؤها وحلفاؤه وما زالت حكومات «الوفاق» و»الوحدة» بدعة مستمرّة إلى ما شاء الله!

يعلن الفرقاء أنّهم سيحاربون الفساد، المفسدون الفاسدون يريدون محاربة الفساد، وهذا العنوان «ربّيح» فلبنان تحت ميكروسكوب قروض دول سيدر، حتى هذه الدول تدرك أنهم سيسرقون القروض وستضيع مزاريب دولة البقرة الحلوب، لهذا تسمعونهم ليل نهار يدّعون أنّهم يريدون الإصلاح ومحاربة الفساد، وكلّهم «طبيقة» واحدة، في دولة التلزيم بالتراضي والهدر والسمسرات، فأيّ فساد سيحاربون؟!

«الطبخ شغّال» و»الطنجرة» اللبنانيّة على النّار، والحقيقة أن حالهم يصحّ فيه المثل اللبناني «طنجرة ولقيت غطاها»، المدهش في دولة البقرة الحلوب أن مزاريب وزواريب الفساد فيها تشرّع بالقانون، تخيّلوا أنّ حزب الله يريد «وزارة التخطيط»، يريد الحزب حصر «النهب الممنهج» به فقط ، صحيح أن مجالس الإعمار «بلا زغرة» حوّلت البلاد إلى وطن منكوب، بالطبع لن يتنازل الذي شفطوا البلد وحولوه عبر المجالس إلى ممتلكات شخصيّة لن يشكلوا وزارة تخطيط، ولا من يحزنون ولا من يخططون!

الحكومة المنتظرة ستكون الأضعف بين كل الحكومات الهزيلة التي شهدها لبنان منذ العام 2004، ومن المؤسف أن رئيسها مقبل على وضع لا يحسد عليه بعد أن يعرّونه بسلب فريقه الحكومي منه، و»خدوا على نقار»!