Site icon IMLebanon

وحكومة يا حنة…  

 

كانوا يقولون “عيش كتير بتشوف كتير”، ويبدو أنّ هذا القول الشعبي ينقصه كثير من الإضافات أقلّه سوف نعاين عجائب وغرائب… على سبيل المثال:

 

أوّلاً: من الأمور المطروحة اليوم بالنسبة لتأليف الحكومة هناك من يقول إنّه يجب أن تكون حصّة في الوزارة لرئيس الجمهورية بمعنى أنّ الرئيس يختار بعض الأشخاص الذين يرغب في توزيرهم ويسمّيهم وهكذا سيصبحون وزراء…

عندنا سؤال بسيط: هل يستطيع أي إنسان في العالم أن يجبر رئيس الجمهورية على الموافقة على شخص لا يرى أنّه يستأهل أن يكون وزيراً؟ بكل بساطة أي مرسوم لتعيين أي وزير بحاجة الى توقيع من رئيس الجمهورية، وهكذا ما هو الهدف من إعطاء الرئيس الحق في أن يسمّي عدداً من الوزراء بينما الحق عند الرئيس أن يكون هو رئيساً لكل الوزراء والجميع مسؤول أمامه… ولم تتوقف البدع والهرطقات في التأليف بل هناك من يقول بما أنّ رئيس الجمهورية له الحق في أن تكون له حصّة من ثلاثة أو خمسة وزراء يسمّيهم… كذلك فإنّ رئيس الحكومة أيضاً له الحق في أن تكون له حصّة من ثلاثة أو خمسة وزراء أيضاً.

يا جماعة ما هذه الهرطقة، وما هذه الأعراف التي يخترعونها؟

عجيب غريب أمركم!

ثانياً: الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أعلن أنه يريد أن تكون حصّة الدروز له وحده لأنّه هو الوحيد الذي له الحق في أن يسمّي وكأنّ باقي الدروز ليس لهم الحق في أن يكونوا وزراء فقط لأنّ الزعيم يريد أن يستأثر بالأسماء الدرزية كلها.

ثالثاً: الوزير سوبر وزير جبران باسيل رئيس “كتلة التغيير والإصلاح” عنده طرح جديد هو مسألة الأحجام، أي أنه يحق له أن يكون عدد الوزراء مماثلاً أو الأدق يوازي حجم النواب… ما هذه البدعة الجديدة التي لم تكن مألوفة في يوم من الأيام؟

رابعاً: “حزب الله” يطالب بتوزير نوّاب سنّة نجحوا في الانتخابات لسبب وحيد أنهم محسوبون عليه…

فعلاً إنها حجج غريبة عجيبة لم تكن موجودة أصلاً!

وفوق هذا كله يطالبون رئيس الحكومة المكلف أن يستعجل في تشكيل الحكومة…

وما يدعو الى الاستغراب والتعجّب أنّ الفئة الحاكمة تبدو كأن ليس لديها أي شعور بالمسؤولية الوطنية وليس لها أدنى إحساس بالوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه الشعب اللبناني… وكأنهم ليس عندهم أي إحساس بالإفلاسات التي تعاني منها الشركات والتي أصبح عددها بالمئات على صعيد الصناعة والتجارة…

الى أين نحن ذاهبون؟ لا أحد يسمع النداءات والصرخات التي يطلقها الصناعيون والتجار وليس لها أي تأثير عند أي مسؤول.

أخيراً أصبح تشكيل حكومة بحاجة الى شهرين أو ثلاثة وانتخاب رئيس جمهورية بحاجة الى سنتين أو ثلاث سنوات فراغاً، وانتخابات نيابية الى تسع سنوات بدل الأربع كما هو مفروض أو كما ينص الدستور… وعيشوا يا لبنانيين في دولة القانون والشرعية والحريات!

عوني الكعكي