Site icon IMLebanon

الحكومة… أوّل مرحلة في طريق الجلجلة

بسبب مواقف قوى 8 اذار العدائية والفوقية، خصوصاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله، حيال تمثيل حزب القوات اللبنانية في الحكومة التي يسعى الى تشكيلها الرئيس سعد الحريري، وتدخلهما حتى في توزيع الحقائب على كتل مسيحية حليفة له، وفرضهما شروطاً على الرئيس المكلّف لاعطاء تيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي حقائب وزارية اساسية، والاّ فان الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل، لن يشاركا في الحكومة تضامناً مع النائبين سليمان فرنجية واسعد حردان، لم تعد واقعية الاخبار التي تم تداولها في اليومين الماضيين، والتي أكدت ان تشكيلة الحكومة ستعلن اليوم الجمعة خصوصاً بعد ادانة البطريرك بشارة الراعي «تشبث البعض بالحقائب وممارسة الفيتوات»، وتحريك نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان للردّ عليه بأن ما يطالب به الشيعة هو «المشاركة الحقيقية في السلطة، وهذا حق من حقوقنا».

كما انه ليس واضحاً حتى الآن اذا كان ردّ الرئيس برّي على كلام رئيس الجمهورية في بكركي من ان «المؤسسات اصيبت بالوهن بسبب التمديد لمجلس النواب»، حيث اعتبر برّي ان «تعطيل انتخاب الرئيس كان اسوأ على المؤسسات وخصوصاً مجلس النواب من التمديد» في ادانة متأخرة للرئيس عون على عدم حضوره جلسات حضور انتخاب رئيس، يمكن ان يؤدي الى تأخير اعلان التشكيلة اليوم او في هذا الاسبوع.

وفي حين تؤكد مصادر في حزب القوات اللبنانية، انه اذا لم يطرأ جديد مهم يعرقل التشكيلة التي ناقشها الرئيس المكلّف مع رئيس الجمهورية امس الاول، فليس مستبعداً ان تعلن الحكومة الجديدة، اليوم او غداً، امّا بالنسبة الى «تراجع» حزب القوات اللبنانية عن المطالبة بحقيبة سيادية، فان المصادر ذاتها اكدت ان المهم بالنسبة الى الحزب ليس الحقائب ونوعيتها، بقدر ما يهمّه التقدّم في المسيرة نحو بناء الدولة، وهذا ما حققه الحزب في التفاهم مع التيار الوطني الحر، الذي ساهم مساهمة اساسية في وصول العماد عون الى منصب الرئاسة الاولى، وفي دفع الرئيس سعد الحريري الى تبني ترشيح عون، والآن في تشكيل حكومة تعطي الثقة للمواطنين، بانها ستحقق انجاز قانون جديد عادل ومتوازن للانتخابات النيابية، وفي انجاز الموازنة العامة، وفي اجراء الانتخابات النيابية، واذا كان هناك من «يعيّر» الحزب بانه تنازل عن مطالبه، فله نقول، لا بأس اذا تنازل الحزب عن الحقائب السيادية لمصلحة الحكومة السيادية.

اما بالنسبة الى العرض العسكري الذي اجراه حزب الله في بلدة القصير السورية، فتعتبر المصادر ان توقيته بعد انتخاب العماد عون رئيساً، وقبل تشكيل اول حكومة للعهد، وعلى بعد ايام قليلة من العرض العسكري للجيش اللبناني في ذكرى استقلال لبنان، انما هو خطوة غير مطمئنة لبنانياً، خصوصا بعدما كان الحزب يعتبر ان قوة لبنان بوجود مقاومة لا تقاتل اسرائيل كلاسيكياً كما يفعل الجيش اللبناني المعرّض للتدمير والابادة هو ومؤسساته ومؤسسات الدولة، وهذا امر في عهدة رئيس الجمهورية العماد عون القائد الاعلى للقوات المسلحة اللبنانية. لمعرفة هل ان هذا «الجيش» سيبقى خارج لبنان او انه معدّ للدخول لاحقاً الى الارض اللبنانية؟؟

امام العهد الجديد، ملفات كثيرة وثقيلة، اوّلها اعلان الحكومة «السباعية» قبل مواجهة الف طريق وطريق من طرقات الجلجلة اللبنانية.