يبدو أنّ موضوع العقوبات الاميركية على إيران المنتظر إصدارها في الرابع من هذا الشهر هي نقطة يجدر التوقف عندها، فمنذ البداية قلنا إنّ إيران لن تسمح بتشكيل الحكومة إن في لبنان أو في العراق الى أن يتبيّـن لها مفعول هذه العقوبات.
ومنذ خمسة أشهر ونحن توقعنا ألاّ تسمح إيران بتشكيل حكومتي بيروت وبغداد قبل بدء تنفيذ العقوبات، فهي تعتبر أنّ إحدى أوراقها المهمة في التفاوض مع أميركا هي ما قاله خامنئي والقادة الايرانيون الكثيرون اننا نسيطر على أربع عواصم عربية.
فعلاً إنّ الدول الأربع المقصودة (لبنان وسوريا والعراق واليمن) تعاني من الفتنة الكبرى.
في العراق التفجيرات لا تتوقف.
في سوريا الدولة الواحدة صارت مفتتة الى أربعة – خمسة كيانات.
والأضعف بين هذه الدول الأربع هو اليمن حالياً حيث تدور حرب طاحنة.
أما لبنان فيعاني من أزمة عدم القدرة على تشكيل حكومته… حتى إذا اقترب التشكيل بادرت إيران (عبر جماعاتها) الى العرقلة.
من ناحية الى نية الزيارة التي قام بها النواب السنّة المعارضون الى المعاون السياسي لأمين عام “حزب الله” علي حسين خليل، كشفت حقيقة إنتماء هذه المعارضة، وهي صورة استفزازية للرئيس المكلف سعد الحريري وكذلك للرئيس العماد ميشال عون.
إنّ من يشكل الحكومة هو الرئيس المكلف والطريق إليه هو الأقصر… وأما بالنسبة الى رئيس الجمهورية فلا مانع من أن يزوروه.
ولا شك في أنّ رد فعل رئيس الحكومة بتصريحه الشهير: “فليؤلفوها من دوني” قد استنهض الشارع ضد أولئك المعارضين.
في مقدمة نشرة أخبار إحدى الأقنية التلفزيونية وبناء على استطلاع رأي تبيّـن أنّ الرأي العام هو ضد هؤلاء المعارضين… نحن لا نقلل من أهميتهم.
وللتذكير فإنّ هؤلاء النواب الستة توجه ثلاثة منهم مع الكتل التي ينتمون فعلياً إليها… فإذا أرادوا التوزير فليطلبوه عبر كتلهم كما قال الرئيس عون… وهم (قاسم هاشم حضر الى الاستشارات ضمن كتلة حركة “أمل”، الوليد سكرية ضمن كتلة “حزب الله”، والصمد ضمن كتلة فرنجية – الخازن).
في أي حال، الحكومة ستشكل مهما طال الزمن… ونحن نضر أنفسنا في عدم تشكيلها… فإلى متى سيظل البعض يوظف نفسه أداةً في يد الخارج من أجل مصالح الخارج على حساب مصلحة لبنان وشعبه.
عوني الكعكي