تجنباً لأي التباس نسارع الى الايضاح أن سليمان الحفيد هو الزعيم الشمالي سليمان طوني فرنجيه المرشح رئيساً مقبلاً للجمهورية. اما سليمان الرئيس، فهو الرئيس ميشال سليمان آخر رئيس للجمهورية اللبنانية الذي كانت نهاية عهده هي بداية عهد الشغور الرئاسي الى يومنا هذا… والسؤال الحائر عن أي لبنان في أي عهد جديد آتٍ، هو سؤال مشروع، على أن يُطرح في اطاره الصحيح. ومع تجربة ترشيح النائب سليمان فرنجيه للرئاسة تبدو المقارنة مغرية مع تجربة جده الرئيس سليمان فرنجيه، ولكنها ليست دقيقة. ذلك أن تقاليد الرئاسة والرئيس ظلت سائدة بصفة عامة قبل الرئيس سليمان فرنجيه الجد وبعده، ولم تتغير بعض صفاتها الا مع الرئيس الأخير ميشال سليمان…
***
في تاريخ التقاليد الرئاسية في لبنان أمران ثابتان. الأمر الأول هو أن ماضي المرشح يدل عليه وليس برنامجه السياسي أو العقائدي أو الحزبي. والأمر الثاني، هو ان الرئيس المنتخب يصبح فور انتخابه رئيس جميع اللبنانيين كما قال الرئيس سليمان فرنجيه بعد انتخابه، أو أبا لمجموع الاسرة اللبنانية كما قال الرئيس شارل حلو بعد فوزه بالرئاسة. وكان فرنجيه الجد وسطياً، وكان الرئيس حلو نهجياً. ولعل من العوامل التي شجعت على ترشيح سليمان الحفيد من قبل فئة وازنة سياسياً، هو الاعتقاد بأن ماضيه يدل عليه، وانه رغم ذلك سيكون رئيساً لجميع اللبنانيين بعد انتخابه…
***
غير أن تجربة الرئيس ميشال سليمان لخبطت جانباً مهماً من تلك التقاليد الرئاسية… فهو لم ينتخب أولاً لأن ماضيه يدل عليه، ولم يتم ترشحه للرئاسة الا نتيجة ظرف خانق في الداخل اللبناني، حتّم الذهاب الى تسوية خارج حدود الوطن. وكان من المفترض أن يتحول الرئيس ميشال سليمان رئيساً لجميع اللبنانيين بعد انتخابه، أو أبا لمجموع الاسرة اللبنانية. وهو قد حاول ذلك مع بداية عهده والاستمرار في ذلك، ولكن بصعوبة وتعثر. وبدا وكأن التصرف بأبوة لجميع اللبنانيين ليست طبعاً أصيلاً فيه، وغلب الطبع على التطبع، وعاد في أواخر عهده الى ما هو عليه. وبدلاً من ان يكون ويستمر أبا لمجموع الاسرة اللبنانية، تحول الى أب بالاعارة!
***
بمقياس التجربة، من سليمان الجد الى سليمان الحفيد كان يصح أن تأتي التسوية حول الشخص. أما بمقياس التجربة من سليمان الحفيد الى سليمان الرئيس/ميشال فان الفارق كبير حقاً، وتفرض ان تكون التسوية حول لبنان وليس حول الشخص!
———-
راجع مقال الاستاذ داود الصايغ في الزميلة النهار أمس. –