Site icon IMLebanon

حادثة شاحنة السلاح تُرخي بتداعيتها على الانتخابات الرئاسية وتعزِّز الانقسام الداخلي

 

إنكشاف موقف العونيِّين من سلاح الحزب على حقيقته والخشية من تداعياته على تفاهمات التيار الانتخابية

 

 

الخلاصة المهمة التي أسفرت عن حادث انقلاب شاحنة سلاح حزب الله الايراني في الكحالة الاسبوع الماضي، انكشاف موقف المسيحيين من سلاح الحزب على حقيقته، كما سائر اللبنانيين من بقية الطوائف الرافضين لوجود هذا السلاح متفلتا من كل الضوابط القانونية والشرعية، من دون مواربة وعبارات التجميل المزيفة التي تلطى وراءها الحزب بتحالفه مع التيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون، منذ التوقيع على تفاهم مار مخايل بينه وبين الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، ولم ينفذ منه اي حرف، باستثناء اطلاق يد الحزب بالهيمنة على مفاصل الدولة اللبنانية، ومصادرة قرارها، مقابل تأمين وصول عون للرئاسة وتوفير الغطاء السياسي لوريثه النائب جبران باسيل بالامعان في تعطيل مسار الدولة والنهوض بالبلد ككل، ونهب عشرات مليارات الدولارات المخصصة للكهرباء والسدود، وانتهى العهد العوني بتدمير قطاع الكهرباء بالكامل، واغراق لبنان بالعتمة الشاملة، وبأسوا أزمة مالية واقتصادية ومعيشية مر بها في تاريخه الحديث.

اظهرت وقائع حادث شاحنة السلاح ان التفاهمات والاتفاقات المعقودة بين الحزب والتيار لمصالح ظرفية اقليمية صرفة ومصالح شخصية توسلا للوصول إلى السلطة، على حساب مصالح اللبنانيين، لم تشكل اساسا قويا، لتأمين التغطية الشعبية اللازمة، لاستمرارية وجود هذا السلاح غير الشرعي، رديفا لسلاح الدولة اللبنانية، بعد ان تحول من وجهته لمقاومة إسرائيل، الى سلاح موجه للداخل اللبناني منذ انسحاب قوات الوصاية السورية من لبنان في ربيع العام ٢٠٠٥، بفعل انتفاضة اللبنانيين العارمة ضد نظام بشار الاسد، وكشفت الحادثة بوضوح هشاشة هذا التفاهم، وعدم اقتناع شرائح واسعة من المسيحيين بهذا الاتفاق، بالرغم من كل المواقف الفضفاضة والرنانة التي تتلطى وراءه لابقاء سيطرة الحزب على الواقع السياسي العام، مقابل بعض فتات السلطة لمتزعمي التيار والمستفيدين من الفئات الاخرى.

زادت حادثة الكحالة من تعقيدات الواقع السياسي الداخلي أكثر من السابق وعزز حالة الانقسام القائم، إن كان بالنسبة للانتخابات الرئاسية، والمساعي المبذولة لانجاح مهمة الموفد الفرنسي ايف لودريان للبنان في أيلول المقبل، كما وفاقم النقمة الشعبية العارمة لدى اللبنانيين المعارضين لوجود سلاح الحزب أكثر من السابق، بالرغم من مساعي احتواء تداعيات الحادث وحصرها في نطاق ضيق ومحدود، لان لامصلحة لاي طرف اومكون بانفلات الاوضاع نحو الأسوأ وتهديد السلم الاهلي.

نجحت جهود الجيش اللبناني في تطويق ومعالجة مخاطر حادثة انقلاب شاحنة سلاح حزب الله في هذا الظرف العصيب، ولكن بالطبع ستكون تداعيات ماحصل ظاهرة للعيان في مسار إعادة تكريس التحالف بين الحزب والتيار، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، على مستوى المؤيدين الذين كشفوا عن حقيقة موقفهم وتوجهاتهم من سلاح الحزب، خلافا لرغبات المتزعمين عليهم، بالرغم من كل محاولات التغطية على هذه المواقف التي ستفرض نفسها بالمرحلة المقبلة، وقد تكون لصالح خصومهم السياسيين، اذا امعنوا بهذا التجاهل ولم ياخذون بعين الاعتبار.