لولا «الأكشن» السياسي في بلدة الحدت لدخل قضاء بعبدا في «كوما» البلديات. هنا تحديداً أدار ميشال عون وسمير جعجع ظهريهما لبعض، مع اطمئنان متبادل بأن «تفاهم معراب» سيبقى بخير.
حاولت معراب فرض شروطها بحصة تليق بحضورها الحزبي في قلعة الحدت المحسوبة على «العونيين»، لكن الجواب كان جاهزاً. المسألة مسألة أحجام «فتواضعوا»!
انتهى النقاش من دون أن ينسى «البرتقاليون» تحميل مسؤولية المعركة الى مسؤول «القوات» في الحدت فادي خليفة والوزير القواتي السابق طوني كرم الذي «نفض الغبار» مجدّدا عن رئيس البلدية انطوان اسكندر كرم وخاض عبره مواجهة اعتبروها خاسرة سلفاً بوجه رئيس البلدية جورج عون «المدلّل» عند «الجنرال».
فارق الأصوات لم يتجاوز الـ 600 صوتاً في انتخابات 2010. في 2016، «نعمل لفارق يصل الى ألفيّ صوت»، على حد تعبير عون. رد الخصوم كان مختصراً: «المعركة على المنخار».
عشية فتح صناديق الاقتراع كان لافتاً احتفال لائحة عون بالانتصار قبل أن تبدأ المنازلة برفع لافتات «بكل فخر انتصرت الحدت»!
حاولت «مساحيق» التفاهم المسيحي «تجميل» ما كان يصعب حجبه. في العلن تركت «القوات» حرية التصويت لناخبيها. على الأرض، سعت «القوات» للفوز بكل صوت يمكن أن يصبّ لمصلحة لائحة حَضَنت أيضا ستة «عونيين» من حاملي البطاقات الحزبية، ورفعت على شرفة مكتبها الانتخابي أعلام «التيار الحر» و «القوات» و «الكتائب»!
في العلن، تعاطى عون مع الحدت بداية بشيء من «الروح الرياضية» الى حدّ استقباله وفداً من لائحة أنطوان كرم قبل أسابيع في الرابية وأخذ صورة تذكارية معهم. على الأرض، جنّد الجميع في خدمة لائحة جورج عون بما في ذلك نواب القضاء الثلاثة وهيئة القضاء وصولاً الى أصغر ناشط. ونقل عنه قوله حرفياً «ليس أنا من أتخلّى عن عسكر معركتي منذ 1989».
وبرغم تحاشي الرابية تصوير المعركة وكأنها مواجهة مباشرة مع «القوات»، لم يجد نواب القضاء حرجاً بإظهار العكس:»حاولنا التوافق مع «القوات» لكنها اختارت خيار معركة.. ونحن لها».
يعني الكثير لميشال عون إبقاء الحدت بلدياً في الجيبة، ويكاد الفراق مع معراب هنا يتحوّل الى نِعمة بما في ذلك من دلالاته في صناديق النيابة، ومن تأكيد لـ «الشريك» المسيحي الجديد بأن «القلعة» العونية خارج النقاش.
هذا بالتحديد ما دفع مؤيّدي رئيس البلدية الحالي الى الاستخفاف بالتحاق عونيين محازبين بلائحة كرم طالما «أنهم سيأخذون معهم فقط أصواتهم، ولأن «الجنرال» نفسه قال إن العونيين غير منقسمين».
في شارع دكاش المقرّ المركزي للائحة «شباب تضامن الحدت» بدأ الاحتفال بالفوز منذ الثامنة مساء. «الداتا» موصولة بالمقرّ العام في «مركزية التيار» بميرنا شالوحي. في المقابل، المكتب الانتخابي للائحة كرم غصّ طوال النهار بمناصري ومؤيّدي «القوات».
العين رصدت مزاج الصوت الشيعي في البلدة ( 400 صوت) والسنّي (350 صوتاً ويتركز في سبنيه). مؤيّدو عون أكّدوا ان هؤلاء «سيصوّتون لما عايشوه من إنجازات وإنماء في البلدة»، فيما راهن مؤيّدو كرم على «أن البلوك الشيعي الذي صبّ أصواته لمصلحة جورج عون في الدورة الماضية، سيتحوّل بجزء كبير منه لمصلحتنا».
ألان عون: موقف «القوات» بالحدت
قال عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ألان عون من حارة حريك بعد إدلائه بصوته «إننا جئنا نجدد الثقة بالمجلس البلدي الذي ثبّت العلاقات بين حزب الله والتيار الوطني الحر» وأضاف: «التيار الوطني يدعم لائحة «شباب الحدت» برئاسة جورج عون، ونحن منذ العام 1998 نخوض هذه الانتخابات معه لأن هذه البلدية نجحت بشكل باهر، ولذلك المطلوب تجديد الثقة بها». وأسف أن تختار «القوات اللبنانية» موقفاً مواجهاً لـ «التيار الحر» في بلدية ناجحة كالحدت، وهذا موضوع نقطة سلبية».