IMLebanon

حركة حماس لا تشبه إلاّ «طوفان الأقصى»

 

كثر الحديث عن تصريح لحركة حماس حول التواجد في جنوب لبنان. وذهب البعض الى حد تخويف اللبنانيين من ان هذا التواجد سيكون تواجداً عسكرياً. أما البعض الآخر فقد حذّر من هذا التواجد مذكراً بـ»فتح لاند» والعرقوب، وأعادنا الى عام 1969 بعد «اتفاقية القاهرة» التي أعطت الحق للفلسطينيين بالقيام بعمليات فدائية ضد إسرائيل انطلاقاً من الجنوب.

وهنا لا بدّ من تحميل العرب، كل العرب، هذه الغلطة المميتة بحق اللبنانيين وبحق الفلسطينيين أنفسهم وذلك لسبب بسيط: إنّ لبنان لا يملك القوة لمواجهة إسرائيل، فإمكانات لبنان العسكرية مقارنة بإمكانات إسرائيل لا تقارن. وهكذا… ومنذ ذلك اليوم يتعرّض لبنان لاعتداءات إسرائيلية متكررة بحجة «المقاومة الفلسطينية»، حيث وصل الأمر عام 1978 الى احتلال جنوب لبنان، وإقامة دويلة سعد حداد، وطرد الفلسطينيين من جنوب لبنان الى ما بعد الليطاني.

لم تكتفِ إسرائيل بإقامة دويلة سعد حداد، بل اتخذت من الاعتداء على السفير الاسرائيلي في لندن حجة للقيام بأكبر عملية عسكرية ضد لبنان بما سُمّي «اجتياح لبنان» عام 1982، ووصل الجيش الاسرائيلي الى مشارف بيروت وحاصرها مدّة مائة يوم.

ولم تُحَلّ المشكلة إلاّ باتفاق قضى بخروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت، حيث نُقل أبو عمار مع مقاتليه الى اليونان وبعدها عاد الى طرابلس.. ولكن لم يطل بقاؤه هناك فذهب الى تونس.

هذه العمليات كلفت تدمير لبنان وحيث يقيم الفلسطينيون كـ»مخيم تل الزعتر».

بالعودة الى التوضيح الذي صدر عن «حماس» ومفاده ان ما قيل عن «طلائع طوفان الأقصى» ليس تنظيماً عسكرياً ولا مسلحاً.

في الحقيقة، انه وبعد عملية «طوفان الأقصى»، هناك منحى جديد للمقاومة الفلسطينية، لا يشبه ما كان يقوم به أبو عمار وجماعته. وهذا ما شاهدناه من عملية «طوفان الأقصى». إذ يكفي شيئان:

الأول: كيف تعامل أبطال «طوفان الأقصى» مع الأسرى الاسرائيليين، وما قالته إحدى المختطفات حين قالت ابنتها: «قُرِع الباب، فقالت الفتاة، خفت كثيراً وقلت للداخلين، أرجوكم فإنّ أمي مريضة. وإذا بالمسلحين يقدّمون الماء والتمر ويعاملون الفتاة ووالدتها معاملة إنسانية تثبت عن أصالة ونبل مسلّحي حماس».

وهذه ليست الحادثة الوحيدة، بل ان معظم الذين أطلق سراحهم أشادوا بالمعاملة الممتازة التي عوملوا بها.

في المقابل… الفلسطينيون المعتقلون الذين أفرج عنهم، فضحوا المعاملة الإجرامية التي كانوا يتعرضون لها من تعذيب وضرب وإهانات وتجويع… هذا غير الاعتداءات الجسدية غير الانسانية.

ثانياً: بعد عملية «طوفان الأقصى»، هناك تحوّل كبير عند الفلسطينيين وفي العالمين العربي والعالمي، ان هناك نظرة جديدة الى هذه المجموعة التي لا تسعى إلاّ لتحرير أراضيها من الاحتلال الاسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف. من هنا جاء هذا البيان ليستقطب الفلسطينيين الذين رأوا في «حماس» منظمة جديدة برؤيتها، فرضت احترامها، واستقطبت الرأي العام الفلسطيني بشكل كبير كما الرأي العام العربي والدولي أيضاً.

أخيراً.. لا بد من أن أقدم التوضيح الذي صدر عن قيادة «حماس»، عن وجود سياسي في الجنوب لا أكثر ولا أقل.