IMLebanon

الجيش الأبيض في خطر من إنهيار القطاع الصحّي… ومن المتحوّر الهندي

 

صيدليات صيدا بين الإلتزام بالإضراب وعدمه: كمن يقطع الطريق على نفسه احتجاجاً

 

الجيش الأبيض في خطر من إنهيار القطاع الصحّي… ومن المتحوّر الهندي

 

أزمة المحروقات بقيت على حالها، بل تفاقمت حدّة، وازدادت الطوابير ازدحاماً وطولاً ووقتاً، المحطات تحذّر من نفاد المخزون وقد تُقفل واحدة تلو الأخرى، وكأنّ مصيبة اللبناني لا تكفي، حتى تُضاف اليها صرخات وجع جديدة – قديمة مكررة، تطال قطاعات حيوية وآخرها أزمة الدواء حيث دعا “تجمع اصحاب الصيدليات” الى اضراب مفتوح، حتى اصدار لائحة من وزارة الصحة بالادوية المدعومة، توازياً مع ناقوس الخطر الذي دقّه عاملو المستشفيات الحكومية قبل انهيار القطاع الصحي العام، مع الحديث عن وصول موجة جديدة من فيروس “كورونا” المتحور “دلتا الهندي”.

 

وابلغت مصادر في صيدا “نداء الوطن” أنّ “غالبية الصيدليات في المدينة ومنطقتها ستلتزم بالاضراب لانها تعاني جدّياً من فقدان الادوية وقد نفد معظم مخزونها واصبحت فارغة، وبات يتوجّب على المريض القيام بجولة للحصول عليه اذا وجد، بينما قرّر البعض عدم الالتزام حتى لا نفاقم معاناة المرضى ولن نصل الى حلول”، معتبرة “ان الاضراب كمن يقطع الطريق على نفسه احتجاجاً”، مؤكدة “أن طريق الحل واضح وهو بيد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ليوضح قيمة الدعم على الادوية من اصل المبلغ الذي اعلنه 400 مليون دولار اميركي، فتقوم الوزارة باصدار اللائحة”.

 

ولا يخفي اصحاب الصيدليات ان بعض المرضى باتوا يشترون الادوية من الخارج او من السوق السوداء بثلاثة اضعاف ثمنها، اي على سعر 3900 ليرة لبنانية بدلاً من 1500، فيما يحتفظ الوكلاء والشركات بكمّيات لمعرفة كيفية بيعها مدعومة او محرّرة، وبين هذا وذاك يدفع المريض الفقير الثمن. وِفق ما يقول الحاج ابو علي ملاح لـ”نداء الوطن”: “بحثت بين الصيدليات عن دواء السكري والضغط ولم اجدهما، لقد اختفيا لانهما لا يزالان مدعومين من الدولة”، مضيفاً “هناك مافيا باتت تتحكّم في كل مفاصل حياتنا والفقير وحده الذي يعاني بحثاً عن الدواء ومن اجل الحصول على ليترات من البنزين في محاولة للعيش بكرامة بعيداً من السؤال والحاجة، البعض تساوت لديهم الحياة والموت، والبعض الآخر يقول انهم احياء اموات من القلة والذلة وفقدان ابسط الحقوق”.

 

عمال المستشفيات

 

توازياً، أطلقت الهيئة التأسيسية لنقابة العاملين في المستشفيات الحكومية في لبنان نداء أخيراً قبل انهيار القطاع الصحي العام “هذا الامر يضع الموظفين في المستشفيات الحكومية أمام مسؤولية أكثر جدية لحماية مجتمعنا ووطننا من تبعاته، لكن هذه المرة الظروف أصعب من الناحية الاقتصادية والمالية، فلا رواتب تقبض بوقتها، وهناك تراكم لعدّة أشهر ولا قدرة مالية لتأمين المحروقات اذ وجدت لغلائها، والمواد الغذائية اصبحت بأسعار خيالية والدواء وحليب الاطفال مفقودان من الاسواق والحبل على الجرّار…”.

 

وتساءل رئيس لجنة العاملين في مستشفى صيدا الحكومي خليل كاعين عبر “نداء الوطن”: “الجيش الأبيض الذي حمى الجميع في المرات السابقة كيف سيواجه المتحوّر الهندي اليوم؟ هو بلا سلاح وخرطوش ومنهك مالياً واقتصادياً ونفسياً، فالرواتب لم تدفع منذ شهرين وكل المستشفيات الحكومية تئنّ تحت وطأة العجز المالي ووضعها مزرٍ”، مشيراً الى “أنّ اي مواجهة تتطلب الاستعداد والجهوزية وهي تقوم على إنصاف العاملين ودفع مستحقاتهم ولا نقول مكافآت وحوافز للصمود مجدّداً في وجه العدو الخفي الذي يتربّص بنا في كل حين”.

 

ودعا كاعين الدولة بكل مكوناتها “الى العمل على إنصاف هذا الجيش من خلال سلسلة اجراءات، ابرزها تطبيق سلسلة الرتب والرواتب في المستشقيات التي لم تنفّذ المرسوم لغاية الآن، الإسراع بدراسة اقتراح قانون إعادتنا الى كنف الادارة العامة من قبل لجنة الصحة النيابية لإقراره بالهيئة العامة للمجلس النيابي وضرورة دعم الموظف في المستشفى الحكومي عبر إعطائه زيادة بدل غلاء معيشة وزيادة بدل النقل لكي يتناسب مع الغلاء وارتفاع الاسعار بشكل جنوني، ودفع مساهمات مالية عاجلة لحل ازمة الرواتب المتراكمة والمستحقات المالية المتأخرة وإعادة النظر بتقديمات الضمان الاجتماعي لناحية معاش العائلة ونسبته والتقديمات التي تتعلّق بالطبابة والأدوية مواكبة لتطور الأوضاع المعيشية”، خاتماً “ان هذه الدعوة مفتوحة قبل انهيار القطاع الصحي العام، فهل من يسمع؟”.