Site icon IMLebanon

القطاع الصحّي الأكثر تضرراً.. فكم يحتاج للنهوض مجدداً؟

 

تتهافت الدول الأوروبية والعربية والخليجية الى مدّ لبنان بكلّ أنواع المساعدات، وتحديداً المساعدات الطبيّة، حيث وصلت إليه في اليومين الماضيين أطنان من المساعدات من بينها الطبيّة، بحسب ما أعلنت البلدان الداعمة التي سلّمتها الى الجيش اللبناني، إضافة الى عدد من المستشفيات الميدانية، لدعم تلك المتضرّرة جرّاء انفجار 4 آب.

صور المستشفيات التي استقبلت آلاف الجرحى الذين أصيبوا جرّاء الإنفجار، لن تمحى من ذاكرة اللبنانيين، فرغم الدمار الذي لحق بها، من انقطاع للكهرباء الى تكسير للزجاج الى تصدّع وانهيار شبه كامل لأبنيتها، استمرّت باستقبال المصابين، كما لن يمحى مشهد الأطباء والممرضّين والممرضات الذين عملوا على معالجة المرضى وتضميد جراحهم حتّى لو في مرآب سيارات المستشفيات وحتّى لو على ضوء الهاتف…

 

ولكن بعد السكرة أتت الفكرة، وما أخفَته أجنحة الليل من ظلام كشفه صباح 5 آب، يوم «النكبة» على لبنان وعلى النظام الصحّي، الذي كان يعاني في الأساس جرّاء الأزمة الإقتصادية منذ أشهر.

 

وأتى الإنفجار على مستشفى الكرنتينا، الأقرب الى مكان الكارثة، فباتت خارج الخدمة نهائياً نظراً للأضرار الجسيمة التي لحقت بمبنييها.

 

وتقول مصادر وزارة الصحّة لـ«الجمهورية» انّ الفريق الطبي في المستشفى سيتسلّم حالياً مستشفى ميدانياً مؤقّتاً الى حين الإنتهاء من تجهيز المبنى الجديد الذي كان قيد الإنشاء قبل الإنفجار، والذي لم يتأثر أو يتضرر من جرّاء الكارثة».

 

وفي حين تشير المصادر الى أنّ الأضرار لا تقدّر كون المستشفى كان مجهزاً بأحدث التجهيزات، وبقسم خاص بكورونا، كما أنّه كان يستقبل سنوياً بين 1000 و1500 من الاطفال الخدج وحديثي الولادة»، فإنها تعوّل على المساعدات المقدّمة للانتهاء سريعاً من بناء وتجهيز المستشفى الجديد، والذي كان مجلس الإنماء والإعمار قد حدد مهلة 6 أشهر قبل الحادث لإنجازه».

 

وتكشف المصادر أنّها «تتلقى حالياً الكثير من المساعدات لكنّها ترفض «الكاش»، وتطلب من كلّ من يرغب بالمساعدة أن يساهم في إعمار المستشفى وتجهيزها».

 

أمّا في ما يخصّ الأدوية المستعصية، ونظراً لتضرر جزء كبير من المستودع، تقول المصادر إنّ «فريقاً من الوزارة عمل ليلة الانفجار على نقل الأدوية الى البرادات غير المتضررة، ومن ثمّ تَمّ توزيعها على مراكز الأدوية في المحافظات من الشمال الى الجنوب.

 

وتستبعد المصادر إمكانيّة انقطاع الأدوية المستعصية، كون الوزارة قامت سابقاً بتوزيع جزء كبير منها الى مراكز المحافظات. وأشارت الى أنّ مخزون الوزارة يكفي عادة لـ 3 أشهر، لكن في زمن كورونا، رفعنا المخزون الى 4 أشهر، وفَعّلنا مراكز المحافظات».

 

وطالبت كل من يريد الحصول على الأدوية المستعصية التوجّه الى مراكز الأدوية في الحافظات لتسلّمها.

 

المستشفيات الخاصة

 

أمّا في ما يخصّ المستشفيات الخاصة، فيقول نقيب المستشفيات سليمان هارون لـ«الجمهورية» إنّ «المستشفيات الأكثر تضرراً (الروم، الجعياوي، الوردية) تُجري كشفاً ومسحاً شاملاً للاضرار، والأرقام النهائية بحاجة الى وقت للصدور، لكنّ الأكيد أنّ الخسائر تناهز ملايين الدولارات في كلّ منها، كونها دمّرت بشكل شبه كامل».

 

ويضيف هارون: «هناك مستشفيات أخرى تضرّرت ولكن بشكل جزئي، وخسائرها أقل، وهي قادرة على الاستمرار بعملها ولا ضرورة لأن تخرج عن الخدمة لأنّها قادرة على إجراء عمليات الصيانة من دون التوقّف عن العمل».

 

أمّا بالنسبة للنواقص في المستشفيات، فأكّد أنّ لبنان ليس بحاجة اليوم الى «مستشفيات ميدانية، إنّما لمستلزمات طبية أساسية».

 

وكشف هارون أنّ «هناك نقصاً كبيراً لدى المستشفيات باللوازم الطبية الأساسية من الشاش، والإبر والضمّادات، وثياب للوقاية وكمامات، إضافة الى خيطان عمليّات، كون المستشفيات استخدمت مخزوناً كان يكفيها لشهر ونصف خلال 24 ساعة من وقوع الإنفجار، وهي «تالياً لديها مشكلة في شرائها مع الأزمة الإقتصادية المستفحلة. لذلك، إنّ كلّ المستشفيات بحاجة الى مساعدات في المستلزمات الطبيّة».

 

وفي حين نفى تَسلّمه أيّ شيء من المساعدات الطبيّة التي وصلت الى لبنان والتي تسلّمها الجيش اللبناني، أعلن أنّه تواصَل مع المسؤول في الطبابة العسكرية الذي وعده أنّهم سيباشرون في أسرع وقت بتوسيع المساعدات على المستشفيات.

 

وعن الوقت الذي تحتاجه المستشفيات لتعود الى العمل مجدداً، قال هارون «تحتاج لأشهر ليست بقليلة».