IMLebanon

جهنّم مفتّحة أبوابها

 

 

هذا ليس وطناً، هذا جهنّم مفتوحة الأبواب تعذّبنا كلّ يوم، صورة الواقع في لبنان باتت قاتلة إلى حدّ لا يُصدّق.. لا أحد يستطيع أن يجيب اللبنانيين عن سؤالهم على مصيرهم ومصير أولادهم.. لا يوجد مسؤول واحد يستطيع أن يقدّم إجابة واحدة صادقة عن غد لبنان ومواطنيه بل ولا حتى عن يومهم، فيما يحتاج لبنان إلى معجزات إلهيّة تخرجه من حال إلى حال، معجزات كثيرة، ولا تلوح في أفق لبنان الدولي حتى الساعة لا معجزة ولا من يُعجزون!!!

 

خباثة تباكي جبران باسيل على خسارة تيّاره في اعتذار سعد الحريري عن تشكيل حكومة بعد مرور 11 شهراً، هي خباثة ما بعدها خباثة إذ إنّه تولّى التعطيل مع العهد طوال هذه الشهور ولم يكن خافياً أن العهد لا يريد الحريري لرئاسة الحكومة، هو يريد نموذجاً مماثلاً لرئيس حكومة تصريف الأعمال السيّئ الذّكر حسّان دياب، وليس سرّاً أن الرئيس ميشال عون جاء إلى الرئاسة ودخل إلى قصر بعبدا قافزاً فوق زمن خروجه منه، فتح حديقة قصر الشعب مستعيداً أيام الحشود، ومن المؤسف أنّ هذه العودة محكومة بأوهام القفز فوق الطائف أو في أحسن الأحوال تعطيله، لذا السلاح الوحيد الذي يمكّنه من إعادة عقارب الزمن إلى الوراء هو تعطيل تشكيل حكومة، وقد نجح في ذلك نجاحاً باهراً!!

 

في الثاني من شباط الماضي كتبنا في هذا الهامش أنّ أكثر ما يريده حزب الله هو شراء الوقت، وتوقّعنا أن ينجح في التوصّل إلى وضع البلاد في ثلاجة أشهر التأليف، وقد نجح، مثلما توقّعنا أنّها ستكون فرصة مناسبة للحزب لهدر ما تبقّى من رصيد الرئيس سعد الحريري خصوصاً إذا طالت لعبة التأليف وتمّ تزنيرها بحزام جبران باسيل وشروطه النّاسفة، وقد كان… ربّما علينا تلميع ذاكرة اللبنانيّين وتذكيرهم بمعادلة «يا أنا وسعد الحريري في الحكومة يا كلانا خارجها» والخطّة مستمرّة بنجاح كبير، وحتى الآن تبدو مصلحة الجميع هي التعطيل، وبعثرة الوقت تضييع الوقت اللبناني هو أجندة إيران ضروريّة منذ العام 2005 والعمليّة مستمرّة!

 

حالة اليأس والقنوط التي تسيطر على اللبنانيين سياسياً واجتماعياً وإنسانيّاً تزداد عنفاً لأنّ هذا الواقع لا أفق له وقد تضاعف أضعافاً مضاعفة منذ 4 آب العام الماضي بعد تفجير المرفأ الذي دمّر نصف العاصمة والذي تحلّ ذكراه في 4 آب المقبل من دون أن يتبدّل مشهد الدّمار في مرفأ بيروت وكأنّ النوايا المضمرة هي بأن لا يعاد إعماره، عمليّاً بالرّغم من كلّ الكوارث التي يعيشها لبنان هو هذا الواقع السياسي المجرم الذي يزيد اللبنانيين حزناً على حزن… في 19 تشرين الثاني من العام الماضي كتبنا في هذا الهامش «لن يكون من السّهل أبداً تشكيل حكومة، وقد يمضي النصف الثاني من ولاية رئيس الجمهوريّة بحكومة تصريف أعمال حتى بلغنا قاع الانهيار بأزمة تشكيل حكومة لن تتشكّل على ما يبدو فالمعنيين غير آبهين بأهميّة الوقت بالنسبة للبلد وأزماته!!