كما هو معروف، منذ اليوم الأول لعملية أبطال “طوفان الأقصى” قتل 293 ضابطاً وجندياً في حفلة كانوا يشاركون فيها، ليصل العدد بعد ذلك الى 1300 إسرائيلي. أما عدد الأسرى فبلغ 230 أسيراً.
لا شك بأنّ الصدمة التي ضربت رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو جعلته، حتى اليوم، غير قادر على نسيانها، إذ انها المرّة الأولى في تاريخ الصراع العربي – الاسرائيلي، أي منذ 75 سنة، يكبّد أبطال “طوفان الأقصى” إسرائيل هذا العدد من القتلى والأسرى منذ تاريخ “النكبة”.
من هنا، نرى ان جميع المفاوضات التي قامت بين “حماس” وإسرائيل بمساعدة أميركا ومصر وقطر كلها كانت تصطدم برفض إسرائيلي.
نتانياهو مصرّ على الحرب لسببين:
السبب الأول انه لا يمكن أن يعترف بأنّ “الجيش الذي لا يُقهر” قد قُهر بالفعل وبات أضحوكة.
ثانياً: المحكمة الاسرائيلية تنتظره لسوقه الى المحاسبة والأرجح الى بيت “خالته”.
ثالثاً: محكمة العدل الدولية التي انعقدت بدعوى جنوب أفريقيا كانت قد أدانت الأعمال الوحشية والاجرام الذي ارتكبه الجيش الاسرائيلي.. طبعاً بأوامر من الحكومة المصغّرة التي يترأسها بنيامين نتانياهو شخصياً، خصوصاً ان هناك 35 ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء بنسبة %70، وهناك أيضاً 75 ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء بنسبة %70، هؤلاء ليس لهم أي ذنب. أما التدمير الذي حصل جراء الأعمال العسكرية التي قام بها الجيش الاسرائيلي وتسببت في تدمير %80 من مباني وأبراج غزّة، الى إزالة المستشفيات ودُوَر العبادة من كنائس ومساجد وجامعات ودوائر حكومية.
من أجل ذلك، نتانياهو لا يريد أي اتفاق، ولكن يبدو ان عملية “طوفان الأقصى” غيّرت الرأي العام العالمي… انظروا ماذا يحدث في الجامعات الاميركية، انظروا ماذا يجري في فرنسا… وانظروا ماذا يجري في بريطانيا… يكفي ما يجري في جامعات بريطانيا العظمى. كذلك التظاهرات التي قامت بها الشرطة البريطانية في وسط لندن.
وطبعاً ما يجري في بعض الدول التي قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع إسرائيل.
من هنا، فإنّ القائد التاريخي يحيى السنوار ورفيقه محمد الضيف انتصرا وبنيامين نتانياهو انهزم بالتأكيد، لذلك فإنّ أميركا تحاول إنقاذ إسرائيل بالاتفاق مع جماعة “طوفان الأقصى”.
من هنا، ننظر الى الاتفاق بأنه انتصار لأبطال الأقصى وهزيمة لإسرائيل لأوّل مرّة في التاريخ حتى ولو كان الاتفاق متأخراً..
وقد جاء في الاتفاق المبرم ما يلي:
“خلال الساعات الماضية التي وُصِفت بالحاسمة.. تضاءلت فرص التوصّل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، بعد ان غادر وفد “حماس” القاهرة عائداً الى الدوحة، حيث يتواجد مدير الـ”سي آي إي” ويليام بيرنز بهدف التوصّل الى تسوية في هذا الملف.
فقد طفت على السطح عراقيل عدّة، خلال الفترة الماضية وفجوات طارئة، تجلّت بداية في خطاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتانياهو، الذي جدّد رفضه القاطع لشرط “حماس” إنهاء الحرب نهائياً في القطاع وانسحاب الجيش الاسرائيلي منه… بل تعهد بمقاومة الضغوط الدولية لوقف الحرب. كذلك فعل وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، الذي ادعى ان “حماس” ليست جادة في التوصّل الى اتفاق، وحذّر من عملية قوية في المستقبل القريب جداً في رفح وأماكن أخرى في جميع أنحاء غزّة.
كذلك، صعّبت الضغوط التي يتعرّض لها نتانياهو من قِبل أصوات متطرفة داخل حكومته لاجتياح مدينة رفح جنوب غزّة، المهمة على نتانياهو، ورفض عقد أي صفقة مع “حماس”، وشدّدت على ما يبدو موقفه من المفاوضات التي جرت خلال الأيام الماضية في العاصمة المصرية. ولعلّ ما زاد الطين بلّة، ما تجلّى في هجوم “حماس” الذي استهدف معبر كرم أبو سالم، الذي يشكل الممر الرئيسي لتوصيل المساعدات الانسانية التي تشتد الحاجة إليها في غزّة.
كما شكّل إغلاق إسرائيل لمكتب قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية تهديداً آخر لمحادثات وقف النار.
وفي السياق، أوضح مسؤول إسرائيلي مطّلع ان إسرائيل و”حماس” كانتا أقرب الى التوصل الى اتفاق قبل يومين… لكن تصريحات نتانياهو بشأن رفح أجبرت “حماس” على تشديد مطالبها في محاولة لضمان عدم دخول القوات الاسرائيلية المدينة المكتظة بالنازحين.
وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم كشف هويته، إنّ “حماس” تسعى الآن للحصول على مزيد من الضمانات بأن إسرائيل لن تستأنف الحرب بعد تنفيذ جزء من الاتفاق وفق ما نقلت “نيويورك تايمز”. كما أعرب عن أسفه لأنّ “حماس” وإسرائيل قد حوّلتا تركيزهما على تقاذف تحميل المسؤوليات وممارسة “لعبة اللوم”.
رغم كل ذلك، رفض مسؤولان أميركيان نعي المفاوضات والقول إنها وصلت الى طريق مسدود، ما يشير الى ان الأطراف ما زالت تراجع تفاصيل المقترح المصري.
يأتي هذا، فيما من المتوقع أن يزور بيرنز تل أبيب خلال الساعات المقبلة، من أجل الدفع نحو إجراء اتفاق يؤدي الى وقف النار وتبادل الأسرى.
المرحلة الأولى:
1 – تطلق حماس 3 من المحتجزين الإسرائيليين في اليوم الثالث للاتفاق وبعد ذلك تطلق حماس سراح 3 محتجزين آخرين كل سبع أيام بدءاً بالنساء ما أمكن ذلك (المدنيات والمجندات). وفي الأسبوع السادس تطلق حماس سراح جميع من تبقى من المحتجزين المدنيين الذين تشملهم هذه المرحلة، بالمقابل تطلق إسرائيل سراح العدد المتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وفق القوائم التي ستقدمها حماس.
2 – بحلول اليوم السابع (ما أمكن ذلك) ستقوم حماس بتقديم معلومات عن أعداد المحتجزين الإسرائيليين الذين سيتمّ الإفراج عنهم في هذه المرحلة.
3 – وفي اليوم 22، يطلق الجانب الإسرائيلي سراح جميع أسرى صفقة شاليط الذين تم إعادة اعتقالهم.
4 – وفي حال لم يصل عدد المحتجزين الإسرائيليين الأحياء المنوي الإفراج عنهم الى العدد 33،يستكمل العدد من الجثامين من نفس الفئات لهذه المرحلة، بالمقابل، تطلق إسرائيل سراح جميع من تم اعتقالهم من قطاع غزة بعد 7 أكتوبر 2023 م من النساء والأطفال (دون سن 19 سنة) على أن يتم ذلك في الأسبوع الخامس من هذه المرحلة.
5 – ترتبط عملية التبادل بمدى الالتزام ببنود الاتفاق، بما فيها إيقاف العمليات العسكرية المتبادلة، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وعودة النازحين ودخول المساعدات الإنسانية.
6 – إتمام الإجراءات القانونية اللازمة التي تضمن عدم اعتقال الأسرى المحررين الفلسطينيين استناداً لنفس التهم التي اعتقلوا فيها سابقاً.
7 – لا تشكل مفاتيح المرحلة الأولى المبينة أعلاه أساساً للتفاوض على مفاتيح المرحلة الثانية.
8 – رفع الإجراءات والعقوبات التي تم اتخاذها بحق الأسرى والمعتقلين في سجون ومعسكرات الاعتقال الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر 2023، وتحسين أوضاعهم بما في ذلك من تم اعتقالهم بعد هذا التاريخ.
-9 بما لا يتجاوز اليوم الـ 16 من المرحلة الأولى، يتم البدء بمباحثات غير مباشرة بين الطرفين بشأن الاتفاق على تفاصيل المرحلة الثانية من هذا الاتفاق فيما يتعلق بمفاتيح تبادل الأسرى والمحتجزين من الطرفين (الجنود وما بقي من الرجال)، على أن يتم الانتهاء والاتفاق عليها قبل نهاية الأسبوع الخامس من هذه المرحلة.
10 – قيام الأمم المتحدة ووكالاتها بما فيها الأونروا والمنظمات الدولية الأخرى بأعمالها في تقديم الخدمات الإنسانية في كل مناطق قطاع غزة، واستمرار ذلك في جميع مراحل الاتفاقية.
11 – البدء بإعادة تأهيل البنية التحتية (الكهرباء والماء والصرف الصحي والاتصالات والطرق) في جميع مناطق قطاع غزة، وإدخال المعدات اللازمة للدفاع المدني، وإزالة الركام والانقاض، واستمرار ذلك في جميع مراحل الاتفاقية.
12 – تسهيل إدخال المستلزمات والمتطلبات اللازمة لاستيعاب وإيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم خلال الحرب (ما لا يقل عن 60 ألف مسكن مؤقت – كرفان – و200 ألف خيمة).
13 – بدءاً من اليوم الأول من هذه المرحلة يسمح لعدد متفق عليه (لا يقل عن 50) من العناصر العسكرية الجرحى السفر عن طريق معبر رفح لتلقي العلاج الطبي، وزيادة أعداد المرضى والجرحى من خلال معبر رفح ورفع القيود عن المسافرين وعودة حركة البضائع والتجارة من دون قيود.
14 – البدء في الترتيبات والخطط اللازمة لعملية إعادة الإعمار الشامل للبيوت والمنشآت المدنية والبنية التحتية المدنية التي دُمرت بسبب الحرب وتعويض المتضررين بإشراف عدد من الدول والمنظمات من ضمنها مصر وقطر والأمم المتحدة.
15 – جميع الإجراءات في هذه المرحلة بما يشمل الوقف المؤقت للعمليات العسكرية المتبادلة، والإغاثة والإيواء، وانسحاب القوات، إلخ، تستمر في المرحلة الثانية لحين إعلان الهدوء المستدام (وقف العمليات العسكرية والعدائية).
المرحلة الثانية (42 يوماً):
الإعلان عن عودة الهدوء المستدام (وقف العمليات العسكرية والعدائية) وبدء سريانه قبل البدء بتبادل المحتجزين والأسرى بين الطرفين – جميع من تبقى من الرجال الإسرائيليين الموجودين على قيد الحياة (المدنيين والجنود) – مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى في السجون الإسرائيلية ومن المعتقلين في معسكرات الاعتقال الإسرائيلية، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل خارج قطاع غزة.
المرحلة الثالثة (42 يوماً):
1 – تبادل جثامين ورفات الموتى لدى الجانبين بعد الوصول إليهم والتعرف عليهم.
2 – البدء في تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة لمدة من 3 الى 5 سنوات بما يشمل البيوت والمنشآت المدنية والبنية التحتية، وتعويض المتضررين كافة بإشراف عدد من الدول والمنظمات منها مصر وقطر والأمم المتحدة.
3 – إنهاء الحصار الكامل على قطاع غزة.
الضامنون للاتفاق:
قطر، مصر، الولايات المتحدة، والأمم المتحدة