هو اجتماع الكنيسة الإقليمية ويسمونها المحلية ويؤلفه في معظم الكنائس مطارنتها. فعلى سبيل المثال تسمّى الكنائس المجتمعة حول البطريرك الأنطاكي الكنيسة الأنطاكية وحول بطريرك الاسكندرية كنيسة الاسكندرية وهكذا. عند الأرثوذكس كنيسة أنطاكية لها وحدتها ممثلة بالبطريرك والمطارنة مع شعبهم. مجموعة الناس مع رؤسائهم الروحيين نسميهم كنيسة. كذلك الكنيسة الأرثوذكسية في العالم نسميها كنيسة. وليس عندنا من تراتب إداري بين الكنيسة الإقليمية مثل الكرسي الأنطاكي والعالم الأرثوذكسي الواحد. من حيث الكرامة والوجود الجوهري الكنائس متساوية وان كان هناك تراتب تنظيمي لا يعني مطلقا ان كنيسة ما تخضع لكنيسة اخرى. من أجل تيسير التعاون والتواصل اتفاق أوضحه القانون الكنسي منذ القرن الرابع بحيث نظهر مثلا البطريرك المسكوني أول ولا يعني هذا ان له سلطة على البطاركة الآخرين. بهذا المعنى الكنيسة الأرثوذكسية ليس لها مركز إداري. هناك فقط تراتب في الكرامة أوضحته المجامع الأولى بحيث يتقدم البطريرك المسكوني فقط شرفًا على زملائه الآخرين اذا اجتمعوا ولا يعني هذا ان له أية سلطة عليهم.
الكنيسة التي نسميها محلية يرئسها أول أو متقدم بين متساوين ليس له أمر خارج حدود كنيسته والوحدة بين الكنائس الأرثوذكسية وحدة إيمان وتنظيم كنسي في تراتبية محددة قانونياً منذ القرن الرابع ليس فيها أمر تنفيذي من بطريرك على بطريرك ولكنها تقوم على تشاور بين رؤساء كنائس مستقلين. حسب ما نعرفه في التاريخ ان رؤساء الكنائس الأرثوذكسية إذا اجتمعوا هم في ألفة لأنهم يخضعون لقواعد واحدة في العقيدة والتنظيم. والكنائس الأرثوذكسية واحدة في العقيدة بلا أي تباين صغير وواحدة في التنظيم وواقعياً واحدة في أصول الفكر اللاهوتي. فالتعدد الإداري بوجود كنائس مستقلة إدارياً لا يعني أبدًا فرقًا في الإيمان أو العبادات أو التعامل بين الإكليروس والشعب. الوحدة الأرثوذكسية جلية جدًا وعلى اختلاف الإدارات بين روس ويونانيين وعرب كل الأرثوذكس يقولون قولاً واحدًا ولهم العبادات الواحدة في كل اقاليمهم ولغاتهم.
فالمجمع المقدس العالمي إذا انعقد في وحدة الكنائس الإقليمية يظهر وحدة حقيقية بيننا. نرى الوحدة في القلوب كما نراها في مجال التنسيق والتعاون بين كنائسنا. نحن ننظر إلى الوحدة ليس في أوامر تصدر من فوق ولكن نراها في قبول الشعوب الأرثوذكسية لما قررته مجامعها. المجمع عندنا يدعو وهو شرعي إذا قبلته الجماعة كلها.
المجمع المقدس ليس فوق الكنيسة. هو منبثق منها لكونها منبثقة من المسيح في الرسل والتراث. صح ان للأساقفة الأمر ولكن هذا لأنهم يجيئون من الأمة المقدسة. وإذا خرج مجمع المطارنة على الحقيقة أو الحق فلا طاعة له. لا حقيقة ولا حق لمنظومة الا إذا كانت حقاً من الكنيسة. ولا وجود للمجمع ما لم يثبت بأعماله انه مخلص للكنيسة. ما من أحد في الكنيسة إلاّ إذا كان منها حقًا أي في مضمون ما يقول. أنت لست بمجرد مقامك فوق الآخرين الا إذا كنت منهم في مضمون تعليمك.
من هذا المنظار ليس مجمع المطارنة فوق الأمة المقدسة. هو منها وقدسيته فيها والأسقف إذا انحاز عن تراث الكنيسة وممارساتها ينحاز عن الله ويبطل في ذاته أسقفاً ولو لم يعلم. المجمع المقدس مبدئياً هو المكان الذي يعرف المؤمنون أنفسهم انهم إذا أتوا منه يأتون من السيد.