سيكون الرئيس سعد الحريري بيننا في اقرب وقت.. لا بل من المنتظر ان يصل خلال ساعات قليلة آتياً من المملكة العربية السعودية، والسؤال الذي يطرح نفسه هل السعودية موافقة على انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً؟
الجواب: لو نتذكر المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود «طيّب الله ثراه» يوم خاطب اللبنانيين قائلاً: «انتم ايها اللبنانيون، بين مسلم ومسيحي كلكم بيت واحد، إن اتفقتم وصرتم على قلب واحد..».
وقال ايضاً مخاطباً السعوديين: «لبنان وطنكم الثاني..».
لا اظن ان هناك موقفاً سعودياً اوضح واكثر صراحة من موقف مؤسس المملكة العربية السعودية ووالد كل الملوك الذين حكموا المملكة ابتداءً من الملك سعود الى الملك فيصل الى الملك خالد الى الملك عبدالله والى الملك الحالي الملك سلمان…
الذي يعرف السعودية يعرف تماماً ان المملكة فتحت ابوابها واراضيها وبيوتها وقلوبها لكل اللبنانيين لم تميّز بين مسلم ومسيحي وهذا ما قاله الملك المؤسس الملك عبد العزيز وما سار عليه اولاده الملوك الذين حكموا المملكة من بعده، ولا مجال لتعداد التقديمات التي قدمتها المملكة الى اللبنانيين والى الدولة اللبنانية تاريخياً خصوصاً ابتداءً من مؤتمر الرياض عام ١٩٧٦ يوم تم تكليف «قوات الردع العربية» بفرض الامن والاستقرار منذ بداية الحرب الاهلية وصولاً الى «اتفاق الطائف» الذي انهى مرحلة الحرب وادخل لبنان الى عهد السلام..
نعود ايضاً الى الرئيس سعد الحريري والى عودته الى بيروت، حيث سيقوم بجولات يجتمع فيها مع كل القيادات السياسية، وطبعاً سيقول لهم انه يريد ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية، وقد برهن على ذلك حيث ان «كتلة المستقبل» لم تغب يوماً عن جلسات الانتخاب التي وصل عددها الى ٤٤ والجلسة ٤٥ سوف تكون في ٢٨ من هذا الشهر، اي بعد ايام.
صحيح ان كل زعيم وكل رئيس حزب له رأيه الخاص به وله مرشحه الخاص به.
وصحيح ايضاً ان بعض الزعماء يعرفون من هو مرشحهم ولكن كل هذا كلام بكلام خصوصاً الذين يدعون بأن مرشحهم هو الجنرال ميشال عون، ولكنهم لم ينزلوا الى اي جلسة من الجلسات الـ٤٤ التي دعا اليها رئيس المجلس من اجل انتخاب رئيس..
وكما يقول المثل «بكرا بيدوب الثلج وبيبين المرج» وان غداً لناظره قريب.. وسنرى!
عوني الكعكي