Site icon IMLebanon

زيارة الوفد الحوثي الى المملكة لمصلحة مَنْ؟  

 

 

لا شك بأنّ الزيارة التي يقوم بها الحوثيون الذين يعتبرون أنهم خاضوا حرباً ضد المملكة العربية السعودية واستطاعوا أن ينتصروا فيها، الى عُمان برئاسة محمد عبد السلام – المكلف من رئيس الحوثيين عبد الملك الحوثي – تثير العجب.

 

وللعلم أيضاً.. فإنّ مدينة الرياض التي هي العاصمة أصابتها الصواريخ اليمنية، وتلك كانت رسالة من الحوثيين للمملكة بأنّ العاصمة واقعة تحت مرمى هؤلاء الحوثيين… بالإضافة الى الصواريخ التي أصابت «أرامكو»، وكانت هذه رسالة ثانية يهدّد الحوثيون بها السعوديين ليقولوا إنهم يستطيعون الوصول الى منابع النفط وتعطيلها متى أرادوا.

 

صحيح أنّ وقف إطلاق نار بين المملكة وبين الحوثيين حصل بمباركة وبرعاية الصين في بكين، وبوجود إيران التي هي في الحقيقة الراعية الأولى والتي تغدق الأموال والصواريخ والأسلحة على الحوثيين الذين حصلوا على موطئ قدم محترم في شبه الجزيرة العربية من خلال اليمن.

 

اليوم، تأتي الزيارة بعدما تحقّق بندٌ واحد فقط من الاتفاق والذي ينص على وقف إطلاق النار أولاً…

 

وثانياً: ينص أيضاً على تبادل الأسرى بين السعوديين وبين الحوثيين.

 

وثالثاً: جلوس الحوثيين واليمنيين الـمُعَيّنين من المملكة العربية السعودية معاً.. وهنا رفض الحوثيون الجلوس مع إخوانهم اليمنيين معتذرين بأنّ تبادل الأسرى بين الحوثيين والسعوديين قد تمّ من دون اليمنيين، لذلك لا مانع من الجلوس مع السعوديين مباشرة ومن دون أي يمني آخر تعيّنه المملكة.

 

اليوم، يعتبر الحوثي بأنّه انتصر على المملكة العربية السعودية.. لذلك فإنّه عندما يجلس مع السعودي يعتبر نفسه الرابح من تلك الحرب، وهو الذي يُـمْلي شروطه على السعوديين.

 

على كل حال، فإننا في أوّل الطريق والزيارة الى المملكة تأتي من ضمن مخطّط حوثي لفرض شروطه على المملكة انطلاقاً من الانتصار العسكري الذي تحدّثنا عنه والذي يفتخر الحوثيون به.

 

وماذا عن العلاقات بين السعودية وإيران؟ لا شك ان الأمور كان يمكن أن تكون أفضل إذا تم تبادل سفراء.. وتعيين سفير سعودي في طهران، وتعيين سفير إيراني في الرياض.. وقد جاء هذا من خلال فتح السفارة السعودية في طهران، وضمن فتح السفارة الايرانية في الرياض.

 

السؤال هنا: هل هذا سيغيّر شيئاً بالنسبة للمشروع الايراني في المنطقة، أي مشروع التشييع؟ خصوصاً أن إيران تعتبر نفسها منتصرة على العراق وبدأت بتشييع اهل العراق، بالإضافة إلى سوريا ولبنان واليمن؟ فعلى ماذا ستتفاوض إيران مع المملكة العربية السعودية؟ وماذا تستطيع المملكة أن تفعل؟

 

في الحقيقة، أنّ محاربة مشروع التشييع لا تكون بفتح سفارة أو تبادل سفراء أو زيارة وزير خارجية إيران الى المملكة…

 

وهنا نتذكر الملك عبدالله رحمه الله، الذي حاول أن يبني علاقات جيّدة مع إيران فدعا رئيس جمهورية إيران يومذاك احمدي نجاد لزيارة المملكة، وللمناسبة فإنّ الرئيس في إيران هو صورة لا تقدّم ولا تؤخّر… وأتذكر أيضاً أنّ الرئيس نجاد طلب أن تقدّم له «بوسطة» من دون سقف، وهذا تقليد فارسي، وبالفعل نُفّذ طلبه، ولكن العلاقات ظلّت تتدهور من سيّئ الى أسوأ.

 

وما دمنا قد ذكرنا الملك عبدالله لا بُدّ من أن نذكر الأمير سلطان رحمة الله عليه، وزير الطيران والدفاع، إذ كان الوحيد الذي يعرف كيف يتعاطى مع اليمنيين حيث خصّص ڤيلا من تسعة أبواب لدفع الأموال وشراء اليمنيين… وهذا هو الحل الوحيد لهؤلاء.