العلاقة بين الكويت والعراق مرّت بمراحل وصعوبات كبيرة… الأيام الصعبة اعتباراً من مقولة عبدالكريم قاسم أنّ الكويت قائمقامية تابعة للعراق، وأيضاً اجتياح العراق الكويت عام ١٩٩٠.
صحيح أنّ الكويت هي المعتدى عليها دائماً.
وصحيح أيضاً أنّ الكويت وقفت الى جانب العراق طوال حربه مع إيران لثماني سنوات والسيدات الكويتيات تبرعن بمصاغهن للمجهود الحربي العراقي.
لم نفهم ولن نفهم حتى اليوم لماذا قام صدّام حسين باجتياح العراق… ما من عقل يستوعب أو يتفهم هذا العمل الذي أدى الى انتقال الامير الراحل جابر الاحمد الصباح وولي العهد الشيخ سعد العبدالله ووزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد (الامير الحالي) الذي هو في الوقت ذاته شقيق الشيخ جابر، انتقلوا الى المملكة العربية السعودية، ورحم الله الملك فهد الذي اتصل بالرئيس الاميركي جورج بوش طالباً إليه تحرير الكويت مهما كان الثمن.
وبالفعل لأوّل مرّة لجأت المملكة السعودية الى الاستدانة لتغطية كلفة تحرير الكويت التي جيء بـ٥٠٠ ألف جندي أميركي ومتحالف لهذه العملية.
صحيح أنّ الولايات المتحدة حررت الكويت لكنها في العام ٢٠٠٣ غزت العراق وأول قرار أخذته ونفذته إلغاء الجيش العراقي قيادة وضباطاً وجنوداً وألقت بمليون عسكري في الشارع.
طبعاً سقط العراق، واعتقلوا صدام وأعدموه بطريقة شنيعة ومحاكمة صورية وتركوا العراق لقمة سائغة في يد نظام الملالي الايراني… حتى أصبح قاسم سليماني القائد الفعلي للعراق والميليشيات الشيعية… وتمّ نهب العراق وسرقوه لتمويل الحرب في سوريا عندما اندلعت الأحداث وقامت الثورة ضد النظام السوري في العام ٢٠١١.
استعرضنا هذا التاريخ لنقول إنّه عندما أعطت الأمم المتحدة لامير الكويت لقب «القائد الانساني» إنما كان ذلك تأكيداً على إنسانية ووطنية وعروبة هذا الحاكم الذي رغم كل شيء توجّه الى العراق لإزالة ما تبقى من حساسيات وبغض، وبزيارته العراق كسر الحواجز كلها.
يحكى أنه قد تقوم الكويت والعراق بدور وساطة بين أميركا وإيران… لا نملك معلومات وثيقة في هذا المجال ولكننا لا نتصوّر أنّ طهران ترغب بذلك، لأننا ما زلنا لا نصدّق أنّ هناك خلافاً حقيقياً بين إيران والولايات المتحدة.