Site icon IMLebanon

ليس للصندوق ما يفعله في لبنان!؟

 

 

موقف بعض القوى من صندوق النقد الدولي يسبق المشكلة الراهنة القائمة في لبنان. إنه موقف مبدئي مثله مثل الموقف من الإمبريالية ومن أميركا والاستعمار والرجعية والصهيونية… الخ.

 

هذه التنويعات في أشكال الحكم استحقت موقفاً ايديولوجياً لا يتزحزح ولا يزول حتى لو شملتها التحولات أو أطاحت بخصوم لها برروا يوماً اتخاذ هذا الموقف والتمسك به.

 

كان الشعار السابق يقول إن الشيوعية هي أعلى مراحل الاشتراكية، باعتبارها الانتصار الأخير على الإمبريالية، إلا أن المعسكر الاشتراكي إنهار لتصبح الإمبريالية أعلى مراحل الاشتراكية من حيث التسلسل الزمني، ومع ذلك بقي أعداء الإمبريالية على موقفهم، لم يروا في روسيا نظاماً مافيوياً رأسمالياً، بل قرروا استمرارها رأس حربة ضد إمبريالية باتت تختصر بأميركا، حلم وصولٍ لكل راغب في الهجرة من شتى أنحاء العالم.

 

في لبنان يشبه رفض التعامل مع الصندوق الدولي شعار “الموت لأميركا” أو هو فعلياً امتداد له نتيجة ميزان القوى السياسي القائم، وليس في هذا الرفض مشكلة. فكثيرون وبينهم أسماء محترمة في عالم الاقتصاد الدولي لديهم ملاحظات قاسية على المؤسسة الدولية، وبعضهم مثل إيزابيل غرامبيرغ المسؤولة السابقة في برنامج الأمم المتحدة للتنمية، ترى أن الصندوق هو المايسترو الذي يدير نظاماً شاملاً يسحب الأموال من الفقراء ليموّل إنفاق أقلية غنية من الناس، والنتيجة هي انخفاض الدخل الوطني في البلدان النامية إلى حده الأدنى. (على ذمة ويكيبيديا).

 

استناداً إلى هذا التوصيف ليس للصندوق ما يفعله في لبنان، فالأموال سحبت من الناس لمصلحة العصابة الحاكمة، والدخل الوطني توفي بنتيجة ذلك على مدى السنوات الماضية، فماذا يبقى للصندوق كي يفعله؟

 

المشكلة ليست في الصندوق، ولا في الطموحات والمشاريع الإمبريالية… إنها، كانت وتبقى في الطاقم الحاكم، معارضة وموالاة، الذي منع قيام الدولة ولا يزال. والقرار اليوم هو في يد فريق عليه أن يثبت ما إذا كان يريد دولة طبيعية كاملة الأوصاف، أم انه سيواصل الهتاف… الموت لأميركا!!