IMLebanon

أهمية الهندسة المالية

نرى اليوم أنّ هناك حاجة الى شرح عن الهندسة المالية التي قام بها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة”.

من المعروف أنّ هناك نظامين: النظام الحر والنظام الاشتراكي، وكما هو معروف أيضاً أثبت التاريخ أنّ النظام الاشتراكي فشل فشلاً ذريعاً، والدليل على ذلك سقوط الاتحاد السوڤياتي وتفكك المنظومة الاشتراكية وعودة روسيا الى ما كانت قبل الاتحاد السوڤياتي، كذلك تفككت الدول (مثل يوغوسلافيا) في الوقت الذي عادت ألمانيا الى التوحّد بعد سقوط جدار برلين.

من هنا نقول إنّ مَن يعترضون على السياسة المالية إنطلاقاً من أنّ المصارف حققت بموجبها أرباحاً ضخمة: الحقيقة هي أنّ هذه الأموال التي جاءت من الخارج الى لبنان فرض المصرف المركزي تحويلها الى الليرة اللبنانية، وبالتالي هذا ما عزز العملة الوطنية، كما فرض شروطاً على كيفية إنفاق هذه الأموال لتنفق في مشاريع واستثمارات تسهم في الحركة الاقتصادية اللبنانية.

الى ذلك، فإنّ الهندسة المالية حققت الآتي:

1- الأموال التي هجرت لبنان في مطلع الحرب اللبنانية الى أوروبا خوفاً، استطاعت الهندسة أن تعيد قسماً منها لأنّك عندما تودع أموالك في أوروبا فإن الفائدة تراوح بين واحد وإثنين في المئة، وفي سويسرا تدفع بدلاً من أن تنال فائدة.

2- الرعايا العرب الذين يودعون أموالهم في أوروبا بدأوا يودعون بعضها في لبنان وفي هذا إفادة مزدوجة لهم وللبنان.

3- الأهم أنّ عدم وجود دولة طبيعية في لبنان طوال السنوات الماضية وعدم وجود إقتصاد منتج ترتب عليه عجز كبير ما شكل خطراً كبيراً على سعر صرف الليرة وهذا ما حذّر منه البنك الدولي، أي أننا كنا في مهب الريح.