IMLebanon

القرار الفلسطيني المستقل كان المصيبة الكبرى

 

 

يزور رئيس دولة العدو الاسرائيلي اسحاق هرتسوغ الخليج العربي ضمن اتفاق ابراهيم، والغطاء الاكبر لاتفاق ابراهيم هو صفقة القرن التي تم اعلانها في زمن الرئيس السابق لحكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الاميركي الأسبق دونالد ترامب . واذا كانت بعض دول الخليج العربي طبعت علاقاتها مع العدو الاسرائيلي، فاننا نعود الى الماضي لنقول ان اعلان منظمة التحرير ان القرار الفلسطيني هو القرار الوطني الفلسطيني المستقل اي ان القرار الفلسطيني مستقل عن الدول العربية، والمسؤولة عن القرار الفلسطيني هي السلطات الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية. يومها افسحت المجال منظمة التحرير الفلسطينية للدول العربية للتطبيع مع العدو الاسرائيلي لانها اشتركت في مفاوضات مباشرة مع العدو الاسرائيلي في اوسلو وصولا الى ساحة البيت الابيض حيث وقع الرئيس الراحل ياسر عرفات ورئيس وزراء اسرائيل يومها اسحاق رابين على اتفاق اوسلو حيث اعترف الفلسطينيون بدولة اسرائيل وبقي الخلاف على نقطة حق العودة وعاد الرئيس الراحل ياسر عرفات الى رام الله واقام قيادته هناك واقام الشرطة الفلسطينية وبدأ بتسلم مناطق أ و ب ثم انفجر الخلاف الفلسطيني ـ الاسرائيلي لان مخطط العدو الاسرائيلي هو بعدم اعطاء شبه دولة للفلسطينيين في الضفة، ومعروف ان العدو الاسرائيلي بسياسته الخبيثة يضمر عكس ما يعلن. اليوم في الضفة الغربية تتعاطى السلطة الفلسطينة برئاسة محمود عباس مع السلطات الاسرائيلية، ومنذ شهر قام عباس بزيارة وزير الدفاع الاسرائيلي في منزله قرب تل ابيب وعقد اجتماعا معه لمدة ساعتين وكل ما حصل منذ اتفاق اوسلو الى توقيع اتفاق سلام بين السلطة الفلسطينية بشخص الرئيس الراحل ياسر عرفات ورئيس وزراء العدو اسحاق رابين تم تحت عنوان القرار الفلسطيني المستقل.

 

وعندما زار الرئيس الراحل ياسر عرفات الرئيس الراحل حافظ الاسد في دمشق واطلعه على اتفاق اوسلو قرأ بعض البنود منه الرئيس الراحل الكبير حافظ الاسد وقال لياسر عرفات كل بند في الاتفاق يلزمه اتفاق لتنفيذه وهذا الاتفاق هو عدو للشعب الفلسطيني واصر عرفات على ان هذا الاتفاق لخير الشعب الفلسطيني ومضت الايام وصحت نظرية الرئيس الراحل العظيم حافظ الاسد وهذا للاسف لان ياسر عرفات لم يأخذ برأي الرئيس الاسد على قاعدة ان القرار الوطني الفلسطيني هو قرار مستقل .

 

لماذا تعترض السلطات الفلسطينية في رام الله والضفة الغربية على زيارات مسؤولين اسرائيليين الى دول عربية وخاصة خليجية التي قامت بالتطبيع؟ ونحن مع انتقاد هذه الزيارات ونحن ضد التطبيع العربي الاسرائيلي وضد اتفاق ابراهيم، لكن على اي اساس تحدث الدكتور مصطفى البرغوثي وهو تقريبا الناطق باسم السلطة الفلسطيينة ويهاجم تلك الزيارات ورئيسه ابو مازن رئيس السلطة الفلسطينية يقوم بالتنسيق اسبوعيا ويوميا مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي وكيف يجوز ان تنسق السلطة الفلسطينية امنيا مع السلطة الاسرائيلية وتعتقل عناصر من حماس وهل من المقبول ان يكون في سجون السلطة الاسرائيلية اسرى فلسطينيون اعتقلهم الامن الوقائي الفلسطيني واودعهم السجن لانهم ضد الاحتلال ويريدون القيام باعمال مناهضة للاحتلال الاسرائيلي ورفضا له؟

 

الوقت لصالحنا وليس لصالح العدو الاسرائيلي والزمن لصالح حزب الله وسلاحه والزمن لصالح حركة حماس وصواريخها ومجاهديها كما لمجاهدي حزب الله والزمن لصالح سوريا في رفضها اي تطبيع او علاقة مع اسرائيل والزمن لصالح العراق الذي يرفض اي تطبيع او علاقة مع اسرائيل والزمن لصالح الشعوب العربية التي ترفض التطبيع مع الشعب الصهيوني الذي يمارس العنصرية، واعلن اسرائيل دولة يهودية. وكل ما انتقد احدهم ان شخصية «اسرائيل» هي يهودية، يقوم العدو الاسرائيلي باتهامه انه ضد اليهودية اي السامية في حين اعلن جهارا ان اسرائيل هي دولة قومية يهودية، اي لا مكان للعربي الذي بقي في ارضه من الشعب الفلسطيني في دولة «اسرائيل اليهودية» التي اعلنها نتناياهو رئيس وزراء اسرائيل السابق.

 

المصيبة الكبيرة جاءت من اعلان القرار الوطني الفلسطيني المستقل ولا بد من تغيير القرار والغاء هذه العبارة والقول القرار الفلسطيني العربي المشترك مع الدول التي ترفض الاحتلال الاسرائيلي والاستسلام للجريمة التاريخية التي ادت الى اغتصاب فلسطين، لكن الزمن هو لصالح الشعوب العربية التي ستنتفض تدريجيا ضد وجود الصهيونية في فلسطين.