كارلوس غصن شخصية حققت معجزة كبيرة بإنقاذ اكبر شركة سيارات في اليابان وكانت تحت عجز ٢٠ مليار دولار…. انقذها خلال ثلاث سنوات. وكان ذلك انقاذاً لصناعة السيارات في اليابان.
هناك صراع دولي اقتصادي، وهذا امر طبيعي قياساً الى مصالح الدول الاقتصادية.
اصبحت اليابان اليوم في المرتبة الاولى بين الدول ذات الشركات التي تنتج السيارات بعدما كانت الولايات المتحدة الاميركية من خمسينات الى سبعينات القرن الماضي الاولى في العالم.
في السبعينات دخلت صناعة السيارات الالمانية في المنافسة (المرسيدس – الفولز فاكن – الـB.M.W) وعندما دخلت اليابان في هذه المنافسة في السبعينات تخوف المستهلك من شراء سيارة يابانية، الى ان تطورت هذه الصناعة واصبحت الاولى في العالم.
هذا التفوق في صناعة السيارات اليابانية على صناعة السيارات في اميركا لم يكن خبراً ساراً للاميركيين.
من هنا نرى ان كارلوس غصن يدفع اليوم ضريبة النجاح.
الى ذلك لم يكتف غص بإنجاح السيارات اليابانية بل حقق دمجاً بين شركة نيسان اليابانية وشركة رينو الفرنسية. وهذا شكل سبباً آخر للبحث جدياً في الدوائر الصناعية الاميركية (جنرال موتورز مثالاً) كيف يمكن التخلص من كارلوس غصن لأنه وراء الانجاز الكبير في عالم صناعة السيارات اليابانية والفرنسية ايضاً هذا الانجاز الذي يتمثل بائتلاف ثلاث شركات كبيرة لصناعة السيارات (نيسان وميتسوبيشي ورينو) التي يعمل فيها ٥٠٠ الف موظف في ١٥٠ بلداً من اقطار العالم.
نعود الى الاتهامات (مع احترامنا وتقديرنا للقوانين والانظمة في العالم حيث يعتبر التهرب من الضريبة عملاً جرمياً).
نقول: كيف يمكن لرجل انقذ شركة وسدد عنها ٢٠ مليار دولار ان يتهرب من ضريبة؟! لا المنطق ولا العقل يقبلان هذا الكلام، خصوصاً ان الدائرة الضخمة في الشركات التي يشرف عليها لا يمكنها الا ان ترشده الى الطريق السليم وفق القوانين اليابانية.
اما التهمة حول منحه شقيقته مئة الف دولار، فهذا كلام يدعو الى الضحك.
وتهمة ثالثة مفادها ان غصن اشترى منازل في لبنان وسواه من بلدان العالم وسجلها باسمه، وفي الحقيقة، انه لم يشتر منزلاً في بيروت انما اشترى مبنى بكامله، كان يسعى لتحويله الى مركز اساسي في الشرق الاوسط لمصلحة الشركة.
واما سائر المنازل في بعض الدول فشرح للقضاء الياباني ان تكلفة النزول في الفندق في فترة قصيرة تضاهي ثمن المسكن وتزيد. علماً انه رجل اعمال كبير، كثير التنقل في مختلف انحاء العالم ويبحث عن اسواق لترويج مبيع السيارات التي يشرف على الشركات التي تنتجها، فتنقله في العالم طبيعي ومفهوم.
اما بالنسبة للاتفاق بين شركة يابانية عملاقة وشركة فرنسية كبيرة، فهذا تعتبره شركة »جنرال موتورز« الاميركية تحدياً مزدوجاً: تحدياً من اليابان وتحدياً فرنسيا. وهذا ما لا تقبل به الشركات الاميركية.
وبالرغم من المعطيات، لا يزال لدينا امل كبير بأن الشعب الياباني الطيب الذي يقدر عالياً الانجاز الذي حققه كارلوس غصن، وان امبراطور اليابان الذي قلّد غصن الوشاح الاكبر، لا بد من ان ينتصر العدالة… ونحن على ثقة بأن العدالة ستنتصر في نهاية المطاف.