IMLebanon

تكامل التلازم والتزامن  بين المسارات في سوريا

حرب سوريا دخلت مرحلة التلازم والتزامن بين المسارات. لا فقط لأن موسكو تتولى بالاتفاق مع واشنطن ادارة اللعبة برغم كثرة اللاعبين بل أيضاً لأنها تبدو قادرة على لعب كل الأدوار في وقت واحد. واذا كانت رهانات الأطراف المحلية والاقليمية تتركز على سيناريوهات الربح والخسارة داخل الخارطة السورية، فإن حسابات الكبار أوسع وأبعد بالطبع. وليس تفاؤل وزيري الخارجية الروسي والأميركي سيرغي لافروف وجون كيري بتنفيذ اتفاق رئيسيهما فلاديمير بوتين وباراك أوباما على وقف الأعمال العدائية، واستعجالهما التفاوض على تسوية سياسية سوى القسم الظاهر من جبل الجليد في اللعبة.

ذلك ان الدخول العسكري الروسي يراد له أن يحقق ما يتجاوز المكاسب الاستراتيجية في سوريا والشراكة في النفط والغاز الى استعادة الدور في الشرق الأوسط، وفك حصار الحلف الأطلسي من المتوسط، والشراكة مع أميركا، والضغط على أوروبا في موضوع أوكرانيا. والتمنع الأميركي عن التدخل الذي يطلبه حلفاء واشنطن هو جزء من استراتيجية الانسحاب الجزئي المتدرج من الشرق الأوسط، بحيث يقتصر الالتزام على حماية المصالح الحيوية التي تفرقها ادارة أوباما عن بقية المصالح.

وكل شيء مستمر. الهدنة مستمرة من دون سقف زمني. والحرب مستمرة، لا فقط خروقات الهدنة. حديث الحل السياسي مستمر. وأحداث الحل العسكري مستمرة. المطالبة بالاتفاق على هيئة حكم انتقالي مستمرة. ورفض النظام لها مستمر باعتبارها هيئة لا تسيطر على شيء والهدف منها تحقيق ما لم يتحقق من فوضى عبر الارهاب حسب الرئيس بشار الأسد. الخلاف مستمر بين المطالبين بأن يتنحى الأسد عند قيام الهيئة وبين الذين يسلمون ببقائه في المرحلة الانتقالية. والتعارض مستمر بين الذهاب الى انتخابات رئاسية وبرلمانية بعد ١٨ شهراً على أساس دستور جديد حسب خارطة الطريق في القرار ٢٢٥٤ وبين دعوة النظام الي انتخابات نيابية في نيسان المقبل، بصرف النظر عن نزوح نصف الشعب السوري.

وبكلام آخر، فإن تكامل التلازم والتزامن بين المسارات فرض نفسه على الجميع باتفاق واشنطن وموسكو: وقف النار واطلاق النار معاً. التفاوض في الشكل والهرب من التفاوض في الجوهر معاً. الروس يديرون وقف النار ويمارسون اطلاق النار في وقت واحد. والنظام والمعارضون وداعش والنصرة والقوات الكردية والقوى الاقليمية في تساكن وتقاتل وتبادل مصالح وتبدل تاكتيكي في المواقف.

وحدها سوريا لم تعد مستمرة كما كانت. وليس أكثر من المعارضين لحديث الفيديرالية واعتبارها كابوساً سوى الخائفين من أن تصبح الفيديرالية حلماً يبدو تحقيقه من الأمنيات وسط السيناريوهات الخطرة والخطيرة الظاهرة والخفية. –