Site icon IMLebanon

ماذا تعرف عن محكمة العدل الدولية؟  

 

 

فعلاً كان لافتاً أن تقوم جمهورية جنوب أفريقيا بدعوى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، في وقت تقف فيه جميع الدول العربية والاسلامية وقفة المتفرّج على المذبحة التاريخية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني البطل.

 

23 ألف قتيل، %70 منهم أطفال ونساء، 55 ألف مواطن جريح، و50 ألف مفقود… وإسرائيل منذ 94 يوماً تحاول إبادة الشعب الفلسطيني في غزّة وفي الضفة الغربية، والعالم كله يتفرّج.. والأنكى ان أميركا أرسلت حاملتي الطائرات «إيزنهاور» و»جيرالد فورد» وغواصة «أوهايو» النووية.. كل هذا من أجل حماية أهم وأكبر جيش في العالم العربي والأكثر تسلحاً بطائرات: (F/35, F/16, F/15)، وجميع أنواع الاسلحة المتطوّرة في العالم.

 

إنّ ما يجري من بطولات يقوم بها أبطال «طوفان الأقصى» لم يكن لها مثيل في التاريخ، ولتأكيد ذلك يكفي أنّ شركات الانتاج السينمائي في أميركا سوف تنتج 40 فيلماً عن عملية «طوفان الأقصى»، هذه العملية التي لم يحدث مثيل لها في التاريخ. إذ ان مجموعة من الشبان الفلسطينيين لديهم أسلحة بسيطة جداً تحدّوا أهم جيش في المنطقة عدداً وعدّة ومعه أسطول طائرات حديثة ودبابات «الميركاڤا»، كل هذا سقط في غزّة أمام صلابة أبطال المقاومة.

 

94 يوماً ولم تستطع إسرائيل أن تحقق الأهداف الثلاثة التي حدّدها المجرم السفاح نتانياهو:

 

-1 تحرير الأسرى وعددهم 250.

 

-2 القضاء على حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي.

 

-3 احتلال غزّة وتطهيرها.

 

والنتيجة فشل كبير على صعيد العسكر الاسرائيلي الذين تصيّدهم أبطال «طوفان الأقصى» كالعصافير.

 

تدمير 800 دبابة «ميركاڤا» ثمن الواحدة 10 ملايين دولار، يتم القضاء عليها بصاروخ «ياسين 105» ثمنه 300 دولار.

 

الزمن تغيّر ولم يبقَ أمام إسرائيل إلاّ الاستسلام والقبول بدولة فلسطينية مهما طال الزمن.

 

أما لماذا تحرّكت جنوب أفريقيا بدعواها ضد إسرائيل، فلأنها وجدت ان إسرائيل تقوم بالفعل بإبادة جماعية للفلسطينيين، وجنوب أفريقيا استنكرت كل ما تقوم به إسرائيل في غزّة والضفة، ورفضت حجة إسرائيل بأنها تدافع عن نفسها بعد هجوم «حماس» في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي على «غلاف غزّة».

 

فمع تصاعد الهجوم الاسرائيلي على غزّة في تشرين الثاني (نوڤمبر) استدعت جنوب أفريقيا ديبلوماسييها من إسرائيل، وصوّت البرلمان في «كيب تاون» لتعليق العلاقات وإغلاق السفارة الاسرائيلية في جنوب أفريقيا حتى وقف إطلاق النار والتزام إسرائيل بمفاوضات عادلة وسلام دائم مع الفلسطينيين. كما دعت جنوب أفريقيا المحكمة الجنائية الدولية لإصدار أوامر اعتقال ضد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو، والقادة الاسرائيليين بسبب تصريحاتهم التي كشفت عن رغبتهم في إبادة الفلسطينيين. وسحبت إسرائيل سفيرها من بريتوريا وسط تصاعد الخلاف، ولن تتحسّن العلاقات لأنّ جنوب أفريقيا ماضية في دعواها وقد اختارت جون دوغارد لقيادة فريقها القانوني الى محكمة العدل الدولية.

 

وكان دوغارد قد عمل مقرراً خاصاً لحقوق الانسان في الأمم المتحدة لفلسطين المحتلة خلال العقد الأول من القرن الحالي. واتهمت تقاريره إسرائيل بإقامة نظام من الهيمنة والسيطرة اليهودية على الفلسطينيين، وخرق الميثاق الدولي لعام 1973 المتعلق بالابارتهايد وارتكاب جرائم حرب. كما اتهم إسرائيل بالتعاون مع «المستوطنين الارهابيين» الذين يلاحقون ويقتلون الفلسطينيين.

 

ويقول فلسطينيون: إن تقدّم جنوب أفريقيا بدعوى لمحكمة العدل الدولية، لن يضعف من مكانة جنوب أفريقيا كما يزعم مجلس المحتلين اليهود، بل سيقويها ويمنحها احترام الدول الأخرى مثل البرازيل والهند والصين.

 

إنّ محكمة العدل الدولية التي تنظر في قضايا الإبادة الجماعية والتي تأسّست عام 1921 قادرة على ردع المعتدي إذا أدين بتهمة الإبادة الجماعية… وبموجب المادة الأولى من اتفاقية الإبادة الجماعية فإنّ جميع الأطراف المتعاقدة وعددها 153 دولة ستكون ملتزمة بمنع الإبادة الجماعية موضوع الدعوى والتي ترتكبها إسرائيل الآن ضد الفلسطينيين.

 

المحكمة ستستمع للقضية يوم غدٍ الخميس، وفي حال الإدانة -وهذا متوقع- فإنّ المحكمة ما إن تصدر قرارها بالإدانة فإنّ الرئيس الاميركي جو بايدن سيُدان أيضاً بموجب «المادة 3 الفقرة «ج» التي تجرّم التواطؤ في الإبادة الجماعية.

 

وقد أشار أحد المحامين الكبار كان مشاركاً في قضايا بحثتها المحكمة انه فاز بحكمين من المحكمة لجمهورية البوسنة والهرسك ضد يوغوسلافيا.

 

وبانتظار ما سيصدر عن محكمة العدل الدولية، بشأن دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية للفلسطينيين… فإنّ الجميع يترقبون لحظة إحقاق الحق والحكم بالعدل وإنصاف الشعب الفلسطيني الذي انتهكت إسرائيل كلّ حقوقه بل كل حقوق الانسان في العالم.

 

اعتذار

 

ورد خطأ في مقال أمس الذي كان يحمل عنوان: «سماحة المفتي فوق كل اعتبار»، ان أحد الوزراء حصل على 20 مليون دولار دعماً في الانتخابات، في حين ان الصواب هو أنّ أحد رؤساء الحكومات السابقين هو الذي حصل على المبلغ المذكور من دون أن يحقق فوزاً لأي نائب ينتمي إليه… فاقتضى التنويه.