ينقل مرجع سياسي، وفق معلوماته ومعطياته، أن ما من تغيير في الستاتيكو القائم في لبنان في المدى المنظور، على الرغم من الجولات الخارجية والموفدين الدوليين والعرب، وصولاً إلى اللقاءات والمشاورات والإتصالات الداخلية الجارية على غير خط وصعيد، ولا سيما مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والتي بدورها أُحبطت بعدما نالت رضى واستحسان الموفدين الدوليين والعرب الذين زاروا لبنان مؤخراً، مثنيين على جهود بري ومبادرته العادلة، كاشفاً أن الأمور عادت إلى الوراء بشكل مريب، بحيث برزت معطيات وأجواء داخلية وإقليمية دفعت بالأفرقاء السياسيين المحليين للتريّث نظراً لهذه التحوّلات الجديدة، والتي لها تأثير مباشر على الساحة اللبنانية، وتحديداً ما يحكى عن اتصالات سعودية ـ أميركية، والتسخين الأمني في المنطقة، فهذه الأمور دفعت بالمجتمع الدولي إلى وضع الملف اللبناني جانباً، وينقل هنا، بأن الموفد الأميركي السفير دايفيد هيل، ألمح إلى أحد السياسيين اللبنانيين على مأدبة غداء، بما معناه أن إدارة بلاده تولي ملفات حسّاسة جداً ولها أبعاد استراتيجية في هذه المرحلة الأولوية المطلقة، بمعنى أن الملف اللبناني ليس أساسياً اليوم، ولكن هنالك أهتمام جدّي ورئيسي بالمؤسّسة العسكرية كي لا يقع المحظور في حال تعرّضت هذه المؤسّسة لأزمات وضغوطات، وتعتبرها واشنطن في هذه الظروف التي يجتازها لبنان حاجة أكثر من أي وقت مضى، وعلى هذه الخلفية ستواصل الولايات المتحدة تقديم المساعدات وتدريب ضباط هذه المؤسّسة حفاظاً على دورها ووحدتها.
وفي السياق نفسه، تشير المصادر المتابعة لمسار الأوضاع الراهنة، أن ما يجري اليوم من اتصالات إن على المستوى المحلي أو الخارجي، ووفق لاعبين أساسيين، إنما يصبّ في خانة تجاوز دخول لبنان في الفوضى العارمة، أو حدوث ما لا يحمد عقباه أمنياً، نظراً لأكثر من تقرير داخلي وخارجي يحذّر من هذه المسائل، وذلك ما كشفه وزير الخارجية المصري سامح شكري بمن التقاهم، وقد أفضى بمعلومات تحذّر من خطورة تحيط بلبنان، وعلى هذا الأساس جاءت زيارته منذ أسابيع إلى بيروت، والأمر عينه لمعظم الموفدين، نظراً للأجواء المقلقة، وحيث يُكشف بأن بعض المناطق تشهد مظاهر لم تكن مألوفة في السابق، لا سيما على صعيد بعض المظاهر المسلّحة والإعتداءات والإنتهاكات والتي تفاعلت إلى حدّ كبير، إلى هواجس من احتمال ارتفاع منسوبها في المرحلة المقبلة على خلفية استمرار الإنهيار الإقتصادي والمالي والمعيشي، وهذا يعطي البعض الذريعة لإحداث بلبلة سياسية وأمنية في إطار تصفية الحسابات بين المتخاصمين في الداخل والخارج.
وتشير المصادر، إلى أن ما ظهر في الساعات الماضية، يشي بغياب الحلول وازدياد حدّة الإنقسام بين بعبدا وبيت الوسط، من خلال الإتهامات المتبادلة والتصعيد المستمر بينهما، في ظل مخاوف من أن يسلك ذلك المنحى المذهبي والطائفي، ولهذه الغاية، فإن التأليف، وحيال هذه الأجواء الملبّدة، في خبر كان، وسط معلومات عن أسبوعين مفصليين، ووسط ترجيح باستمرار تفعيل حراك رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، وعلى وجه الخصوص بعد زيارته الخليجية إلى قطر، ومواقفه التي تدلّ على أن هناك تفعيلاً لبعض الوزارات،كون الجميع بات في صورة صعوبة تشكيل الحكومة العتيدة، بما فيهم دياب، حتى أن ما يحكى عن انتخابات فرعية دونه عقبات وصعوبات لوجستية وسياسية وأمنية ومالية. وعطفاً على هذه الظروف الصعبة، تؤكد المصادر نفسها، أن الشارع هو من سيعيد خلط الأوراق السياسية، باعتبار أن ما يجري راهناً، إنما يصبّ في هذا المنحى، ووسط توقّعات أن يزداد الصخب السياسي والفوضى في الساحات والشوارع.