فيما كان وزير الدفاع يوآف غالانت يصادق على استمرار العملية العسكرية في لبنان، متابعا مجريات الضربة الجوية في “الجاموس”، ووزير الامن القومي ايتامار بن غفير يهدد نتنياهو “بفرط الحكومة”، كان وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر يبلغ آموس هوكشتاين بان “تل ابيب” قررت الاستمرار في حربها ضد حزب الله، مع عدم الموافقة على المقترحات المقدمة، ليكتمل بذلك الفصل الاول من مشهد المكرر بصيغته وسيناريوهاته اللبنانية.
على الجانب اللبناني، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اعتبر انه “قام بما ينبغي القيام به والباقي ليس في ايدينا”، مع انتهاء المهلة التي حددها “ابو مصطفى”، في وقت رفضت فيه حارة حريك عملية التذاكي لفصل لبنان عن غزة.
فوفقا للمعلومات، جاء الرد اللبناني سلبيا بعد مراجعة حارة حريك، بناء على التحفظ حول عدة نقاط:
– اولها رفض الحوار المشروط بمدة زمنية معينة.
– رفضها لعملية “التذاكي” التي يحاول الاميركي تمريرها، من خلال خطة خبيثة للفصل بين الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، اذ جاء الطرح ملغوما لجهة تسليم لبنان بالتفاوض قبل الاعلان الدائم عن وقف لاطلاق النار في غزة، وتاليا ماذا لو سار الملف اللبناني وتمت عرقلت ملف غزة؟ فعندها سيسقط مفهوم الاسناد بالكامل.
وكشفت المصادر ان الورقة المقترحة هي نتاج المناقشات التي اجراها وزيرا خارجية ودفاع بريطانيا، الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، والوسيط الاميركي اموس هوكشتاين في فترات سابقة فيما خص الجزء اللبناني، وابرز ما جاء فيها:
1- يتم الاتفاق بين الاطراف المعنية على وقف تدريجي للعمليات العدائية على جبهتي لبنان وغزة، لمدة ثلاثة اسابيع، يجري خلالها:
– على جبهة غزة، الاتفاق على اعادة الاسرى “الاسرائيليين” من غزة، واطلاق سراح مئات الاسرى الفلسطينيين، وفقا للوائح المفاوضات الاخيرة.
– على الجبهة اللبنانية، تطبيق للقرار 1701، بعد وضع آليات واضحة وتحديد وتفسير بعض نقاطه الغامضة، تمهيدا لعودة النازحين على طرفي الحدود، وتأمين التمويل اللازم لاعادة الاعمار، على ان تشمل هذه المرحلة تراجع حزب الله الى ما بعد شمال الليطاني.
2- في حال نجاح المرحلة الاولى يتم الانتقال الى المرحلة الثانية، على ان تشمل:
– على جبهة غزة: استكمال بحث مسألة الانسحاب “الاسرائيلي” من محور “فيلادلفيا” و”نتساريم”، الاتفاق حول تسليم الحكومة الفلسطينية ادارة القطاع تحت اشراف قوات حفظ سلام دولية.
– على الجبهة اللبنانية: الانتقال الى استكمال ترسيم الحدود البرية، وحل الخلافات حول النقاط 13 العالقة، انطلاقا من الاقتراحات التي وضعها الموفد الاميركي اموس هوكشتاين، وصولا الى ربط نزاع بين لبنان واسرائيل بري.
صيغة رفضتها جميع الاطراف، حماس وحزب الله و”اسرائيل”، ما اعاد الامور الى مربعها الاول، لتعود بذلك وفقا للمصادر كرة التفاوض الى المستوى الامني، مع تكليف ضباط من المخابرات الاميركية والفرنسية والقطرية والمصرية صياغة مبادرة معدلة، مستبعدة في الوقت الراهن التوصل الى اي اتفاق لوقف اطلاق النار، اذ ان هذا الامر مرتبط باتمام صفقة وتسوية واضحة ومقبولة من جميع الاطراف، وهو امر في غاية التعقيد، ولا يمكن انجازه الا تحت النار.
وتابعت المصادر بان المعضلة الاساسية الاخرى تكمن في عدم رغبة اي من الاطراف تحمل مسؤولية هدنة مصيرها الفشل، خصوصا “تل ابيب” التي رفضت هدنة ال21 يوما، لانها تصب في مصلحة حارة حريك، لجهة انها ستكون كافية لها لاعادة لملمة أوراقها، من هنا جاء اقتراح المعارضة “الاسرائيلية” على هدنة لمدة سبعة ايام، ما رفضته باقي القوى، بما فيها جهات فاعلة داخل “الليكود” ومصرة على الاستمرار بالهجوم، خاتمة بان الحديث عن هدنة ما هو الا مجرد مناورة سياسية تهدف الى كسب الوقت واعادة تنظيم الصفوف لكل الاطراف.