Site icon IMLebanon

الحلم الإيراني ينهار

 

 

لا شك في أنّ الذي خطط وهيّأ آية الله الخميني لتسلم الحكم في إيران بعدما كان يعيش في العراق، في النجف، فتم نقله الى باريس، ومن ثم الى طهران.

 

المهمة التي كُلف الخميني تنفيذها متعددة الاتجاهات أبرزها الفتنة السنية – الشيعية، وأول عمل نفذه كان الحرب على العراق تحت شعار «تصدير الثورة» ما يعني التشييع، وهذه الحرب استمرت ثماني سنوات، وقبلها كان الفائض المالي في الخزانة العراقية والبنك المركزي العراقي ١٨٠ مليار دولار، إلاّ أنّ الحرب كلفت البلدين ألف مليار دولار، وترتبت عليها ديون ٥٠٠ مليار دولار، إضافة الى تهديم البنى التحتية وسقوط نحو مليون قتيل من البلدين.

 

طبعاً ارتكب صدّام حسين غلطة عمره بغزوه الكويت، فجاء الاميركيون الى المنطقة بدعوى تحقيق نظام عراقي على قاعدة الديموقراطية البرلمانية، وإخلاء العراق من سلاح الدمار الشامل المزعوم… ومحاربة الارهاب.

 

أوّل قرار اتخذه الاميركي بعد احتلال العراق كان حل الجيش العراقي… فكانت هدية مهمة جداً للإيراني الذي دخل العراق من باب ادعاء حماية الشيعة، وأوجدوا الميليشيات الشيعية، وأقاموا نظاماً يعتبر امتداداً لهم… ومن يومها لم يمر يوم من دون تفجيرات وسيارات مفخخة وارتكاب مجازر.

 

نأتي الى سوريا، فالأهداف الأولى من التطورات فيها كان القضاء على الجيش السوري، وتدمير سوريا وإلغاء دورها الإقليمي، وقد تحقق ذلك كله بمنهجية مذهلة… وبذلك تكون أميركا قد حققت مبتغاها وسلة أهدافها والتي كان أبرزها تقسيم سوريا… وهذا تم بالفعل: جزء تابع لتركيا، وجزء لأميركا، وجزء لروسيا وجزء لإيران.

واليوم بما أنّ إسرائيل لن تقبل باستمرار الوجود الايراني في سوريا، عقد اجتماع أمني في إسرائيل ضم مديري المخابرات الروسي والاسرائيلي ومعهما بولتون… وقيل إنّ قرارات مهمة اتخذت.

 

ونظام الملالي لا يعلن عن حقيقة الخسائر التي مُني بها في سوريا، ولكن إسرائيل بحجة منع وصول السلاح النوعي الى سوريا (الى النظام وإلى «حزب الله») نفذت سلسلة عمليات عسكرية مهمة قضت فيها على ضباط وعناصر كثر من إيران ومن «حزب الله»…

 

والحقيقة في ادعاء إيران بالسيطرة على أربع عواصم عربية (دمشق، بغداد، بيروت وصنعاء) هي أنّ إيران تخرّب تلك العواصم… ولكن النهاية آتية بدءًا بما ستؤدي إليه العقوبات الاميركية، شديدة الوطأة على الاقتصاد الايراني، ستؤدي الى إخراج إيران من سوريا، وإنهاء نفوذها في لبنان والعراق واليمن… لتعود إيران الى حجمها الطبيعي داخل حدودها… في هذه المرحلة على الأقل إذ يقول دونالد ترامب: «لا نريد إسقاط النظام الايراني إنما إعادته الى صوابه».

 

عوني الكعكي