Site icon IMLebanon

الهوليووديّة الإيرانيّة  

 

الصّراخ الهوليوودي اللبناني لأمين عام حزب الله حسن نصرالله سبقه صراخ وعويل هوليوودي إيراني أطلقه علي شيرازي ممثل المرشد الإيراني في فيلق القدس في خيال هوليودي جامح مؤكداً أنّ إيران «قادرة على تدمير الكيان وتسوية تل أبيب وحيفا مع الأرض»، «ولكْ يا خيّي دمّروها»، سوّوا بها الأرض ماذا تنتظرون؟ وفّروا على الشّرق الأوسط كلّ سيل الدّماء المتدفّق منذ نكبة فلسطين، هذه التجارة الهوليووديّة بمحاربة إسرائيل وتدميرها نتابعها منذ مجيء الخميني إلى إيران!

 

ضربة مطار الـ T4 أوجعت إيران جدّاً سقط لها سبعة قتلى من الحرس الثوري ضباطاً وجنوداً لم تستطع أن تفعل أكثر من الصراخ والتهديد بالويل والثبور، بالأمس اكتمل المشهد الهوليوودي الإيراني بكلام وكيل الخامنئي في لبنان السيّد حسن نصرالله الذي قال: «أريد ان اقول للإسرائيليين إنهم بالقصف الفاضح لمطار الـ T4 ارتكبوا خطأ تاريخياً وأقدموا على حماقة كبرى وأدخلوا انفسهم في قتال مباشر مع ايران»، حسناً «وبعدين»!

هذا الهراء الإيراني الذي يملأ فضاء المنطقة، لا يُصرف في مكان، إيران تخوض كلّ حروبها القذرة عبر أدوات أخرى وأذرع أخرى خبيثة، و»عاللسّ»! بلغ الردّ الهوليوودي على لحظات حرب حقيقيّة تهدّد المنطقة فيما تحشد الغواصات وحاملات الطائرات والمدمّرات لضرب عقر دار بشّار الجزار، خرج علينا الأمين العام ليطلق ردّاً ضعيفاً جدّاً بإعلانه أنّ «التغريدات الترامبيّة لا تخيف لا سوريا ولا إيران ولا روسيا»، يا حضرة الأمين هل سمعت بسحب روسيا سفنها الحربية من قاعدة ميناء طرطوس؟!

تحدث نصرالله بالأمس عن «هوية بيروت والحفاظ عليها» وأنّ «عنوان المعركة في بيروت الهوية العربية بمواجهة المشروع الفارسي»، هذا التحاذق في التساؤل «هل العروبة هي الخضوع للإرادة الإستكبارية الأميركية؟ هل العروبة هي التخلي عن الشعب الفلسطيني والمقدسات؟»، عن أي عروبة تتحدّث يا حضرة الأمين، نعم هي معركة هويّة بيروت العربيّة والتي ستبقى عربيّة، من واجبنا أن نذكّرك أنّكم في 7 أيار العام 2008 رفعتم صور المرشد الإيراني في شوارع العاصمة بيروت إمعاناً في رغبة عارمة في تزييف ملامحها العربيّة بوجه فارسي كسروي مشوّه!

لا أحد يعطي بيروت دروساً في العروبة، خصوصاً حزب إيران التي تكره العرب وكلّ ما يمتّ إليها بصلة، تكره العرب وتاريخهم ودينهم، وتعمل على تدمير دولهم وعواصمهم وإخضاعهم لسيطرتها وإعلانها أنّ عواصمهم بسطت إيران الكسرويّة سيطرتها عليها وأنّه حان وقت إعلان الإمبراطورية الإيرانيّة!

لا تعطونا دروساً في العروبة، بيروت دفعت عن كل العرب ثمن انتمائها العربيّ، لا تنظّروا علينا بتساؤلاتكم الهوليووديّة عن عروبتها، عروبة بيروت لا شأن لكم بها، لا مكان في بيروت لنائب المهدي الإيراني المنتظر، لا مكان في بيروت للمشروع الإمبراطوري الكسروي لتدمير المنطقة، ولا مكان بالطبع في بيروت لجنود الوليّ الفقيه، صناديق الإقتراع في بيروت التي هزمت صوَر علي الخامنئي التي عُلّقت في شوارع بيروت في انتخابات العام 2009، ستسقط مجدّداً مشروع الخميني والخامنئي في بيروت العربيّة، تماماً مثلما أسقطت إسرائيل على عتبات شوارعها وأخرجتها منها ذليلة مدحورة تستجدي أهلها عدم إطلاق النّار على جنود العدوّ.